الْعَامُ الْجَدِيْدٌ
بَدَأَ الْعَامُ يَنْتَشِيْ بِخُطَاهُ
أَيُّ دَرْبٍ سَتَهْتَدِيْهِ خُطَانَا
أَيُّ ثَوْبٍ سَيَرْتَدِيْهِ كِسَاءً
يَاتُرَى مَاذَا يُخَبِّيْ وَرَانَا
هَلْ سَيُكْسَى الْبَيَاضَ وَ الْسّْلْمَ ثَوْبًا
أَمْ سَيَكْسِيْ سَوَادُهُ الْأَوْطَانَ
هَلْ سًتُطْفِيْ نِيْرَانَهُ يَا شِتَاءُ
أَمْ سَيَطْغَى لَهِيْبُهَا فِي حِمَانَا
وَ يُمِيْتُ الْرَّبِيْعُ كُلَّ حَيَاةٍ
ثُمَّ يَأتِيْ خَرِيْفُهُ أَحْزَانًا
أَيُّهَا الْعَامُ مِنْكَ عُذْرًا لِجَهْلِي
لَمْ أَرَ فِيْكَ يَا زَمَانُ زَمَانًا
إِنَّمَا نَحْنُ الَّذِيْ نَكْسِيْهِ
كَيْفَ شَاءَتْ أَفْكَارُنَا وَ رُؤُانَا
فَالْجَحِيْمَ الَّذِيْ نَرَى وَ نُعَانِيْ
لَيْسَ إِلَّا إِذْ إِنْبَعَثْ أَشْقَانَا
عَقَرَ الْنّاقَ فِيْ ثَمُوْدِ لِيَشْقَى
مَنْ تَرَاضَى أَنْ تُهْدَم الأَرْكَانَ
صَنَعَ الْمَوْتَ وَ الْعَذَابَ أُنَاسٌ
سَيَّدُوْا الْجَهْلَ وَ الْغَبَاءَ مَكَانًا
غَيَّبُوْا الْشَّمْسَ فِيْ الْضَّبَابِ وَ عَاشُوْا
َيَعْبُدُوْنَ ظَلَامَهَا أَوْثَانًا
وَ إِذَ مَا أَضَاءَ فِيْ الْنّاسِ نُوْرٌ
أَغْمَضُوْا الْعَيْنَ أَنْ تَرَى الْإِحْسَانَ
يَتَهَاوَوْنَ فِيْ الْتَّخَبُّطِ عَشْوَاء
فِيْ دُرُوْبٍ لَا تَقْبَل الْعُمْيَانَ
وَ يَذُوقُوْنَ فِي الْحَيَاةِ جَحِيْمًا
يَصْطَلَوْنَ بِفِكْرِهِمْ نِيْرَانًا
غَابَ عَنْهُمْ إِمَامُهُمْ وَ هُدَاهُمْ
فَتَسَاوَتْ لَدِيْهُمُ الْأَلْوَنً
لَا يُرَى فِي سَمَائِهِمْ لِسَمَاءٍ
أَوْ يَعِيْشُوْنَ بِالْسَّلَامِ أَمَانًا
فَتَهَاوَتْ أَمْجَادُهم كَنُجُوْمٍ
غَاصَتِ الْأَرْضَ تَتْبَعُ الْشَّيْطَانَ
فَكَفَاكُمْ تَخَبُّطًا وَ عَمَاءً
إِهْتَدُوْا بِالْهُدَى كَفَانَا هَوَانًا
وَ أَعِيْدُوْا أَمْجَادً مَاضٍ تَلِيْدٍ
كَانَ بِالْأَمْسِ حُجَّةٍ وَ ضَمَانًا
بَانَ فِيْ الْنَّاسِ وَ الْجَمِيْعُ نِيَامٌ
فَاسْتَضَاءتْ بِنُوْرِهِ الْأَكْوَانَ
وَ امْتَطَى صَهْوَةِ الْبُرَاقِ عُرُوجًا
عَانَقَ الْشَّمْسَ زَهْوُهُ وَ اسْتَبَانَ
وَ أَنَارَ الْشُّمُوْعَ فِيْ كُلِّ فَرْعٍ
مِنْ عُلُوْمِ الْزَّمَانِ وَ الْإِنْسَانَ
شَادَ بِالْعَدْلِ وَ الْبِنَاءِ صِرَاطًا
كَيْ يَنَالَ الْنَّعِيْمَ وَ الْرُضْوَانَ
|
أحمد صلاح
اليمن - صنعاء
٢٠١٩/١/٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق