الثلاثاء، 15 يناير 2019

الثورة التونسية ،،،،،،،، للشاعر /// مهدي مبروك

الثورة التونسية

ثماني سنوات تمر على ذكرى الثورة التونسية.
حيث تخلص الشعب التونسي من نظامٍ جثم على صدره أكثر من 24 سنة،
أطلقت شرارة ثورات أخرى في محيطها العربي، المصرية والليبية واليمنية والسورية، واحتجاجات عديدة أخرى، الجزائر والمغرب والأردن،
ومن مساوئها انتشارالطائفية والإرهاب، ونشبت حروبٌ أهلية، وشاع استبداد أكثر شراسة وبشاعة من بطش استبداد الأنظمة التي أسقطتها تلك الثورات.
وظل الشعب التونسي  صامدا، على الرغم من إخفاقاتٍ عديدةٍ ارتكبتها النخب التي حكمت البلاد خلال هذا الانتقال الديمقراطي الصعب. ولكن، على الرغم من كل العوامل حافظت تونس على استثنائها في الحد الأدنى: دستور تقدّمي، دولة مدنية، تداول سلمي على السلطة وسماء كاملة من الحرية. ولا أحد ينكر هذا، ولعل تصنيفات مؤشرات الديمقراطية، والتي أصدرتها في نهاية السنة المنقضية، منظمات دولية مرموقة، تجعل تونس الديمقراطية الوحيدة تقريبا في الوطن العربي. وهذا استثناء لن يلقى الترحاب، فبيئتنا العربية طاردة القيم التي نادت بها الثورة التونسية، الحرية والحقوق والكرامة ومكافحة الفساد. وقد حدث في أكثر من بلد عربي أن استلهمت شعوبها من تلك الشعارات قوادح لاحتجاجات سلمية، تطالب الأنظمة بإصلاحات عميقة، حتى تدرك تلك القيم. واستندت تلك الاحتجاجات إلى مشاعر تعاطف كثيرة مع مطالب الثورة التونسية، واستلهامها.
كانت الثورة التونسية  ثورة طيفٍ واسعٍ من المهمّشين والمحرومين والغاضبين،
ثورة لم تصنع قادةً، ولم تصنع أيديولوجيا، هو ما منحها جاذبيةً خارقة، ولا عقيدة تغدو كتبا للحفظ في المقرّرات المدرسية.
سيبدو القرن الحادي والعشرون قرن تعميم الديمقراطية. وعلى الرغم من كل هذا الدمار الذي عصف بأحلام الثورات العربية، فإن الشعوب العربية ستواصل البحث عن مسالك تحرّرها.
الثورات كالموج الهادر، حين ترتطم بالصخر ولا تجتثه لا تنهزم، تتراجع وتعيد الكرّة ولو بعد حين. أحلام الثوار مثل ملح البحر، يذيب بإصراره رخام الاستبداد.
ملخص لما نشره الأستاذ
مهدي مبروك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق