الاثنين، 28 يناير 2019

كتبها الشاعر الدكتور /// سامي ناصف

بسم الله الرحمن الرحيم ..
نعيش معا حول قول الله تعالى (يا بنى اّدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سواّتكم وريشاً،ولباس التقوى ذلك خير ..)
سورة الأعراف الأية 26 ــــــــ
(أنزلنا عليكم لباسا)،،أى خلقنا لكم ما تلبسون من الثياب (يوارى سواّتكم )،أى يستر عوراتكم ،وسميت العورة سوءة لأنه يسوء صاحبها انكشافها من جسده ..
وقوله (وريشا ) فيها أربعة تاويلات ..
**أحدها: المال ، وهوقول مجاهد ..
**والثانى :أنه اللباس والعيش والنعم ، وهو قول ابن عباس ـرضى الله عنهما ـ
**والثالث :أنه المعاش ، وهو قول معبد الجُهنى .
**والرابع :أنه الجمال وهو قول عبد الرحمن بن يزيد .
** وقوله (ولباس التقوى )فيه ستة تأويلات :
**أحدها: أن لباس التقوى هو ،الإيمان وهو قول قتادة والسدى ،
**والثانى :أنه العمل الصالح ، وهو قول ابن عباس رضى الله عنهما ،
**والثالث :أنه السّمت الحسن ، وهو قول عثمان بن عفان ،
**والرابع :هو خشية الله ، وهوقول عروة بن الزبير ،
**والخامس :أنه الحياء ، وهو قول ابن معبد .ز
**والسادس:ستر العورة ، وهو قول عبد الرحمن بن يزيد،
وقوله تعالى ،( ذلك خير )فيه تأويلان :
**أحدهما : أن ذلك راجع إلى جميع ما تقدم من قوله تعالى ( وقد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سواّتكم وريشا ولباس التقوى ..)ثم قال ذلك خير
**والثانى: أن ذلك راجع إلى لباس التقوى ، ومعنى الكلام : أن لباس التقوى خير من الرّياش واللباس ..
وفى ستر العورة اختلف العلماء ، هل وجب بالعقل أم بالشرع ؟
فقالت :طائفة من العلماء ،وجب سترها بالعقل لما فى ظهورها من القبح ،وما كان قبيحا فالعقل مانع منه ، ألا ترى أن اّدم وحواء لما أكلا من الشجرة التى نُهيا عنها ، بدت لهما سواّتهما وطفقان يخصفان عليهما من ورق الجنة ،، فتنبها بعقولهما لستر العورة ما رأياه مستقبحا من سواّتهما لأنهما لم يكونا قد كلفا ستر ما لم يبدُ لهما ولا كُلفاه بعد أن بدت لهما ..
وقالت طائفة :من العلماء ، بل ستر العورة واجب شرعى ..
فقد كانت قريش وأكثر العرب مع ما كانوا عليه من وفرة فى العقل ، وصحة فى الألباب ، كانوا يطوفون بالبيت عراة ..أية فى التقرب إلى الله واستحسنت عقولهم ذلك حتى جاء الشرع ونهاهم عن ذلك (يابنى اّدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ،وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لايحب المسرفين .. )فجاء الشرع ليلغى تصور عقولهم ..
واستوجب ستر العورة فى المرأة ألا يشف ولا يصف حتى يحقق الستر غرضه فقد يُؤثر اللبس فى نفوس الناس مالا يٌؤثره العُرى ، لذا قال بعض الحكماء((العُرى الفادح ،، خير من الزى الفاضح ))
اللهم استرعوراتنا وزيّنا بلباس التقوى ..
كتبها / سامى ناصف ا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق