مَرّتْ على الفيسِ ...
مَرَّتْ على الفيسِ مثلَ الطيفِ زائرتي
ذاكَ الذي لم يَزُرْ يومًا مُخَيّلتي
أَبعدَ تلكَ السنينِ الغابراتِ أَتَى
طَيفُ الحبيبةِ ؟ ما أَحلَى مُفاجأَتي
يا مَرحَبًا بكِ يا أَغلَى مُرفرفةٍ
طَلَّتْ تَحُطُّ على شُبّاكِ نافذتي
لا شَكَّ أَيقظتِ أَوجاعًا مُبرّحةً
غاصَتْ مَدَى العُمرِ في طَيّاتِ ذاكرتي
لكنّها لم تَمُتْ ظَلَّتْ تُؤرِّقُني
تغفو وتصحو على أَلحانِ أُغنيتي
وذاكَ من قَدَري ما دُمتُ شاعرَها
والشعرُ يَنبوعُهُ الأَحزانُ آنستي
يَكفي بأَنّكِ قد هَيّجتِ بي وَجَعًا
لِتنفثَ الآهَ من أَعماقِها رئتي
لِتبعثي لَوعتي شِعرًا أَطوفُ بهِ
في آخرِ الليلِ أَرويهِ على شَفتي
تُخلّدُ الحُبَّ اَوراقي إذا حَمَلَتْ
حَرَّ اللواعجِ مَسكوبًا بقافيتي
إنّي لَناعُورةٌ أَنّتْ أَضالعُها
بجَمرِ حُبّكِ قد أَثريتِ ساقيتي
ففي فُؤادي جراحٌ لا التئامَ لها
ومن جراحي أُغذّي مَدَّ مِحبرتي
فأَروعُ الشِّعرِ من ذِكراكِ مَنبعُهُ
فأَنت في ساعةِ الإبداعِ مُلهِمتي
سَمراءُ فَرعاءُ ما أَحلَى جَديلتَها
أَيّامَ كانَتْ بعُمرِ الوردِ ساحرتي
لِلهِ ... لِلهِ حُبٌّ غالَهُ سَفَهًا
ذاكَ الأَمينُ الذي قد خانَ أُمنيتي
كيفَ ائتمنتُكَ ؟ لا أَدري أَعَنْ غَفلٍ ؟!
وأَنتَ تَغرِزُ سِكّينًا بخاصرتي!
شايَعتَ مَنْ غَدَرَتْ من قبلُ ناقمةً
على الوليدِ فكانَ الويلَ خاتمتي
تُعطي وفي الوَجهِ لي كأسًا بهِ عَسَلٌ
وأَنتَ تملأُ سُمًّا قلبَ فاتنتي
ما كُنتُ أَدري بنارِ الحِقدِ تُضمرُها
فاتَ الأَوانُ لقد أَحرقتَ زنبقتي
مَنّيتَها بالأَماني وهيَ غافلةٌ
حتّى استفاقَتْ على الأَوهامِ عاشقتي
الأَربعونَ مَضَتْ من عُمرِنا عَبَثًا
يا مُنيةَ الرُّوحِ والجلّادُ مَقربتي
ضِعنا مَعًا من نَقاءٍ في مَشاعرِنا
وَحُسنِ ظَنٍّ تَراءَى في مُخَيّلتي
فالأُمنياتُ غَدَتْ من بعدِكمْ تَرَفًا
لكنَّ حُبّي لهذا الحينِ لم يَمُتِ
ولنْ أُبارحَ أَبكي في مآتمِهِ
وأَكثرُ النّائحاتِ اليومَ قافيتي
٢٠١٩/١/١٨
الشاعر
وليد العاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق