للشاعر ،،،،، ///// مسعي شكري

لا ينـطـقُ الصـّخـْرُ  مـَهْـمـَا جـَزّه الـمـَاءُ
أوْ يــنْحــَنـِي الظـِلُُ والـهـَامـاتُ شَــمــّاءُ
كـمْ مـِنْ عَـيـِيِّ بِـغَـيِّ الـجـَهـْلِ مـُلْـتَـحِفٌ
لا يـُبـْصِرُ الــنُّـورَ والأحْـداقُ عَـمْــيـــاءُ
أَنْفَـقْـتُ فِي القِسـْمِ عُـمْرًا لَسْـتُ أَحْسَـبـُـهُ
إِلَّا ســـِرَاجــًا بــِـهِ  الأَيــّـَامُ أَضــــْوَاءُ
أَوْقـَـدْتُ مِـنْ نــَفـَـثــَاتِ الـرُّوحِ مـِدْفــَأَةً
كَيْ يّـصْطـَلـِي بِنـَعــِيـمِ الــعِـلْـمِ أَبْـنـَــاءُ
قـَوَّمـْتُ مـَا اعـْوَجَّ مِنْ نُـطـْقٍ وَمِنْ لَسـَنٍ
شــَيـَّدْتُ صــَرْحـًا بـِـهِ الـرَّايـَاتُ عـَلـْيـَاءُ
غـَذَّيْـتُ مـِنْ  وَدَعِ  الأَنــْفـَـاسِ أَفـْـئـِـدَةً
وَمِـنْ دَمِــي نـَطَــقـتْ بِــالـصِـدْقِ أَنْـبَــَاءُ
كَــمْ قَــدْ نَـسَـجـْتُ بِـدُرِّ الـعَــيْنِ أَشْرِعـَةًّ
تـُثـْنـِي الـرِّيـَاحَ فـَلَا يـَرْغـُو لـَـهَـا الـمــَاءُ
أَنْـفَــقْـتُ عُــمْــرِي بِـدَرْبِ العِـلْـمِ أَنْـشُـرُهُ
حَـتَّـى رَمــَتْنِـي بــيَــمِّ الــعــَـجْـزِ أَعْـبــاءُ
لَـمْ أَشـْكُ يـَوْمـًا وَطـَّـوْدُ الـكـَدِّ يَـمـْخُـرُنْي
وَالـجــِسـْـمُ ذَاوٍ وَنـُـورُ الــعــَيـْـنِ أَمْـــوَاءُ
لـَمْ يـَبْـقَ جـُرْحٌ بِخَــدِّ العـُـمْـرِ مـَا نَطـَقَتْ
مــِنْــهُ الــمَــوَاجـعُ وَالأَســــْقــَامُ وَالـــدَّاءُ
بـَنَـيْـتُ صَــرْحـًا بـِـهِ التـّـَارِيـخُ يـَذْكـُرُنِـي
وَذَا جَـبِـينِــي بِــفـَــيْــضِ الــمـَـجْــدِ لَأْلَاءُ
إِنّـِي المُــعَـلّـِمُ قـَدْ أَعـْطَـيْـتُ مِـنْ وَهـَجـِي
نـَبــْعــًا نـَـقـِـيٍّـا لَـهُ فِــي الـكَــوْنِ أَصْــدَاءُ
مِـنّـي الطَّـبِـيبُ يُـدَاوِي الـنَّـاسَ مِـنْ سـَقَــمّ
مِـنّـي الـمـُـهَـنْـدِسُ ، مِــنّـِي العـَقْــلُ بَـنَّــاءُ
مِـنِّـي الـمُـحَـامِـي يَـصُدُّ الظُّـلْـمَ يُـلْـجِـمُــهُ
مـِنِّي الـحَـرَائِـرُ هُــنَّ الــمَـجْـدُ مُـرْتَــســِـمٌ
هُـــنَّ الــمَــدَارِسُ ، هُـــنَّ الـعـَـيْــنُ زَوْرَاءُ
مِـنِّــي الـسَّــوَاعِـدُ فـَوْقَ الأَرْضِ مـِعْـطَــاءُ
مـَنْ يَـصْــنَـعِ الـبـَابَ أَوْ يـَبـْنـِي لَـنـَا بــَيــْتًا
مـَنْ يَـزْرَعِ الـقـَمْـحَ ، هَـذِي الأَرْضِ خَضْرَاءُ
لَا يُــنْـكِـرُ الــفَــضْـلَ إِلَّا جَــاحــدٌ نَــجــسٌ
فَــضْــلُ الـــمُــرَبّـِـي لَــهُ فَـيْــضٌ وَأَشْــذَاءُ
رَغْـمَ الجُـحُـودِ وَرَغْــمَ الـعَـسْـفِ يَـذْبَـحُـنَا
لـَـنْ نَـنـحَـنـِي وَجـَـبــِيــنُ الــحَــقِّ وَضَّـــاءُ .