* خلف السراب **
هم سكارى بحبّها
حتّى إن لم يجدوا لهم فيها رزقا
بعد إنتشارهم في ربوعها
هم مجانين بعشقها رغم أنّ النّهار
لم يكن لهم فيه معاشا
ليلهم سلبت منه الطمأنينة
ولم يكن لهم سباتا
حتّى الأرض التّي نشؤوا فيها
لم يكن لهم فيها مستقرّا
حتّى الغيوم التّي يرونها في السماء
خادعة ..تغادر دون قطرة ماء
بساتينهم لا ورد فيها..و لا طيور
.. لا شدو .. و لا حبور
ليست مثل حقول الآخرين
*****
لأنّ أحلامهم تائهة
في زحمة الأيّام
يعمّها ضباب كثيف
كزورق صغير..
تتلاطمه الأمواج الثائرة
فغاب عن العيون
لأنّ شموع آمالهم ذابت
و إحترق فتيلها..
و هم ينظرون..
في ظلام دامس.. ينتظرون
لأنّ الرّؤيا لم تتّضح لهم
وما عاشوا إلاّ السّنين العجاف
فسئموا الوعود الزّائفة
و هم لا شيء يملكون
من واقعهم غير السّراااااب
لذلك نراهم كلّ يوم
على شفا الضياع .. يمرّون..و يمرّون
بأنفسهم في عرض البحر يلقون
بغية صيد الأحلام......
تاركين على الضفّة بعض أمنيات
و فيض أحزان..
و كثيرا من حرّ الدموع
وبكاء أشجار..مقطوعة الغصون .
** صادق الهمامي / تونس **
الجمعة، 28 ديسمبر 2018
خلف السراب ،،،،،،، للشاعر //// طارق الهمامي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق