الاثنين، 3 ديسمبر 2018

منْ وَحْيِ الهِجرَةِ4///د. حسام عبدالفتاح الدجدج

 4منْ وَحْيِ الهِجرَةِ  ...
...
وَتوَاتَــرَت أَخْبـَـــارُ أَنَ مُحمـَـــدَا
سَلكَ الطَّرِيـــقَ لِيَثــرِبَ قَصْـدَانَا
فِـي عَشْــــرِ أَيَّــامٍ تَزِيـــدُ بِأَربَــعٍ
عَانَى الحَبِيبُ وَصَحْبُـــهُ أَلـــوَانَا
وَالنَّاسُ كَانُـوْا يَخْرُجُــونَ لِحَــرَةٍ
فِـي كُــلِ يَـوْمٍ نَاظِـــرِي رُكْبَــــانَا
عِنـْدَ المَشَــارِفِ بُكـــرَةً لَا يَنْثَنُـوْا
إِلَا لِشَمْـــسٍ تُلهِــــبُ الوُدْيَـــــانَـا
فَـوْقَ المَنَازِلِ وَالنَّخِيــلِ لِيَرقُبُـوْا
مَوكِــب حَبِيـبَ اللَّــهِ إِنْ مَــا بَانَ
وَرآهُ مِـنْ حِصــــنٍ لَـهُ اليَهُـــودِّيُ
فَتـزَلـزَلـَتْ أَرجَـــاهُ كَالصِّبيَـــــانَا
نَادَي يَا مَعْشَرَ عُرْبِ هَيَا أَبشِــرُوْا
هَــذَا النَّبِــيُ وَصَحبُــــهُ وَافَــــانَا
..........
وَأَتَى بَنِي عَمْــرُ بِن عَـوْفِ مَنَازِلَا
حَتَّــى مَجِـــئَ عَلِيُّـــنَا رَحــــلَانَـا
وَتسَابَقَتْ كُـلُ الجُمُــوْعِ لِتَلتَـقِي
بِنبيِّـــهَا شَوْقَـــــاً مَـــعَ نُصْــــرَانَا
أَنصَــارُ يَثْرِبَ قَــدْ أَتـوُهُ يُسَلِمُـوْا
أَكــــرِم نَبــيَّ النُّـــــورِ مَـا نَبَــــانَا
حَملُوا السِّلَاحَ التَفُوُا حَوْلَ نَبِيهِم
يَحمُــــوهُ مِمَّــنْ يَبتَغِي عُـــدوَانَا
أَمضَّى لَدَيِهِم بِضعَ عَشـرَةَ أَسَّسَ
بِقِبـــاءِ مَسْـــجِدَ بِالتُقَــى بُنيَــانَا
حَتــىَ تَجهَّــزَ لِلدِخُـــوْلِ لِطَيِبَــةٍ
جَلبَ الزُّبَيـــرُ مَلابِسَـــاَ بَيضَـــانَا
قَصَـدَ المَدِيِنَه بِخَيرِ يَومِ وَجُمعَةٍ
صَلـَّـىَ فَكَــانَتْ أَوْلُ الجُمْعَـــــانَ
دَخَــلَ إِليــهَا عَليـــهِ نُـوْرُ وَهَــالَةٌ
تَمْحُـوْ السَّــرَابَ تُزَلزِلُ الخَفْقَـانَ
..........
اَلعِيــدُ عِيــدُكِ يَثْــرِبَاً يَا سَعْــدُكِ
فَلتَفـْرَحِــي وَتُزَينـِـي الغِـلْمَــــانَ
يَومَاً أَهَــلَ بِكِ الحَبِيــبُ وَدِينُــهُ
خَلــــقَ الِإلَـــهُ لِأَجلـِـــهِ أَزْمَـــــانَا
خَرجَ الصِّغَـارُ يُهْلِلُـوْنَ وَيُنشِدُوْن
فِـي يَــوْمِ عِيــــدٍ للـدُّنَـا بَهْجَــانَـا
لَاقَـاهُ فَــوقَ الخَمسُمَائَةِ يَحفُـلُوا
بِقـدُومِ أَحمَــدَ جَمعُهُــم فَرحَــانَ
وَبِكُــلِ بَيتِ يَمْــرُ كَانُـوا يُرَحِبُـوْا
العُـــدَّه وَالعَــدَدُ المَنِيـــعُ حِــدَانَا
وَهْلُـمَ عِنْــدَنَا نَسْتَــزِيدُ بِفَضْــلِكَ
مُتمَسِكُـــوْنَ بِلُجْمِـــــهَا رُجْفَـــانَا
فَيقُولُ خَلُّوْا دَعَوْهَا تَمْشِي فَإِنَهَا
مَأمُـــوْرَةٌ حَتـَّـى تُنِيــخُ مَكَــــانَـا
وَبقُربِ مِـنْ أَبِي الأَيوْبَ أَنصَـارِي
بَركَــت فَثَنـَّـى عِنــدَهُ الحَـــرمَانَ
..........
يَا أَرضَ يَثْــرِبَ لِلحَبِيـبِ تَزيَنـِي
هَــا ذِي رُبَـاكِ تَألَقَـــتْ تَحنَــــانَـا
مِن بَعــدِ مَا كَــانَ الوَبَــاءُ بِتُـربِكِ
أَمسَّـىَ ثَـرَاكِ بِفَضْـــلِـهِ بُسْـــتَانَـا
شَرُفَت رُبَاكِ بِخَطْـوِ أَحمَدَ فَوْقِهَا
وَتعَطْــرَتْ مِـن عِطْـــرهِ أَكنَــــانَـا
هُو مَنْ دَعَى لَكِ مِثْلُ مَكَةَ حُرمَةً
صِـرتِ مَا بَيـنَ اللَّابَتَيـنِ حُرمَــانَا
فَضــلاً حَبَاكِ عَلَى المَـدائِنِ كُلِــهَا
صِـــرتِ أَحـبَّ الأَرضِ وَالبُلْـــدَانَا
وَالنـُّورُ فِيـكِ مِنَ الحَبِيبِ بَهَــاؤُهُ
صِــــرتِ مُنــــوَّرَةً بِـهِ العَـــدنَـانَـا
هُــو هَـالَةً مِـنْ نُـورِ فِيـكِ تَلَألَأَت
مِــنْ نـُـورِ فَيـــضِ إِلهِــنَا نَــوْرَانَـا
نـُــوْرٌ عَلـَى نُـــوْرٍ نَــرَاهُ بِقَـــدرِنَـا
لَيسَــتْ تَــرَى أَنْــــوَارَهُ عَينَــــانَـا
لَكِــنْ تَـرَاهُ مِـنَ القُلــوبِ عُيُـونُهَا
هِــيَّ تَرتَــأِي مَــالَا نَـــرَاهُ عَيَـــانَا
مَحرُومُ مِن نُورِ الحَيَاةِ وَسَعـدِهَا
مَنْ ذَاقَ فِيــكَ مُحمَـــداً حِرمَــانَا
يَارَبِ أَتمِــم بِالحَبِيــبِ ضِيَـــاءَنَا
وَامنَــح لِأَجــلِ حَبِيــبِنَا رِضــوَانَا
وَاجعَــل صَلَاتِي لِلحَبِيـبِ تَقــرُبَا
وَارفَــع لِأَجـــلِ حَبِيــبِنَا بَلـــوَانَـا
...
بقلمي. د. حسام عبدالفتاح الدجدج
1/12/2018
...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق