حـــــوار
بين غانية و كهل
صورة اجتماعية لما يحصل كثيرا في مجتمعاتنا العربية
من الوافر .. و القافية من المتواتر :
و طارقـــةٍ ، أتــت ، والنجـــم يخبــــــو
...........................كــــأن النجـــم ، أجفلـه البــــريـــــــق
أضــاءت في بهـــــيم الليـــل شمســـــًا
...........................ليهــزم فيلـــق الليـــل الشــــــــــــروق
أمـاطــت عن مفاتنهـــا ، فـأبــــــــــدت
...........................شفــاهًا ، ما يجــــــــف لهــا رحيـــــق
و أزهــر فــــي ريـــــاض الخـــد ورد
...........................فخضَّــب لون خـــديها ، العقـيـــــــق
فرقت نرجســـًا ، وزهـــت ربيعــــــــًا
...........................و ضـاع المســـك ، فانتعشت عـروق
و عبـــر عـــــــن محاسنهـــا عبــــــــير
..........................تمشــــى فــي ثنـــاياها ، عبـــــــــــوق
و أورق زنبــــق في الثغـــر نـــــــــــــدًا
..........................فعطـــر جبهـــة الصبـــح ، الرحيـــــق
تــــــــذيق من الرضــاب الحلــو شهــدا
..........................فيعــذب في شفاهـــك ، ما تــــــــــذوق
و يســكر ريـــقهــا ، من غـــير خمـــــر
..........................فـــلا تعجـــب ، فان الخمـــر ريــــــق
...........
تطــاول ، مــــلءَ قـــامتها ، قضيـــب
.........................فنـــاء بحمـــله ، خصـــــر رشيــــــــق
كعـــاب ، ضـــج نهـــداها انطــــــلاقا
.........................و كاد الثـــوب عن نهـــد ، يضيــــــــق
فأيقظــت الغوايـــة فـــــــــي كيــــاني
........................و كدت من الغوايـــة ، لا أفيــــــــــــق
........
فقلت لهـــا ، و قــــد أذكــت فــــــؤادي
........................و ضجَّ بمهجــتي جرح عميــــــــــــــق
أما لي ، في وصالـــك من سبيـــــــــل
.......................و قــــــد بعــدت بلقيـــاك الطريــــــــــق
فــأصغـت ، ثم قالت و هي ترنو
........................و لحظــي في لواحظهـــــــا ، لصيـــق
تمهـــــل ، مــا انشغالـــــك بالغوانـــي
.......................و قـــــد جفـــت مــع الزمــن العــــروق
و دب بيـــاض شــعرك فــي ســــــــواد
........................فعكــر صـــفوة الليـــل ، البـــــــــروق
و خــط الدهـــر في فوديــــــك سطــــرا
.......................شهــــــابا ، خطــــــــه غيـــم بـــــروق
كــــأن الشيـــب يصحـــــــو من ســـواد
.......................كمـــا يصحــــــو من الليـــل الشــــروق
..........
أجبـــت ، وقــد عــلا في الصدرمنـــي
.......................زفـــير ، راح يتلــــوه ، شهـيــــــــــــــق
تـــأنـَّــيْ ، لـــي فـــؤاد غــــير صـــــاد
.......................شـــغوف بالهــــوى ، عـــذب ، رقــــيق
ومهـــلا ، يا ابنة العشـــــــريـن ، قلبــي
.......................مــــلاذ للهــــوى ، طلــــق ، خفــــــوق
كأن الســـحر في عينيـــك بحــــــــــــــر
........................يضـــاحك موجـــه ، قلـــــب غريــــــق
فــــان ضاقــت بـــه ، مهـــج الليــــالي
.......................فليس على الهــوى أبـــدا يضيـــــــــــق
و حســـبي ، يا ابنــة العشرين ، أنـــــي
.......................لقيـــــت مـــن الجـــوى ، ما لا أطيـــــق
فقـــد أوقــــدت في الأحشـــــــا سعـــيرا
......................ينـــوءُ بحمــــــلها ، القلب المشـــــــوق
........
أجابت ، وهـــي ترنـــو فـــــي هــــدوء
.......................كــأن مخاطبــي ، رجل عتـــــــــــــــيق
فهـــلا ، شــمـت خيـــرًا مـــن ســـحاب
إ.........................ذا لم تعقـــــــبِ السحب البــــــــــروق
و هــــل يـزهــــو الربيـــع على ريـاض
.......................إذا لـــم يمــــلأ الــــــروض الشــــروق
و مــا مــن زهـــرة ، ضاعت عبــيرا
......................إذا مـــا عـــــزًّ فــــي الـــزهر الـرحيق
فــــــلا تفــــــــرح إذا أتــــت الليــــالي
......................و زالــــت كربــــة ، و انجـــاب ضيــق
فـــان الدهــــر ذو عهـــــــد خـــــؤون
......................و مــــا للـــدهر و الدنـــــيا صـديـــــــق
و مــــا للغـــانيـــات إليــــــــك حـــــاج
.......................و قــــد رق الضيــــا ، وخبـــا البريـــق
.............
اللاذقيـة 1999
خالد ع . خبـــازة
الرسم من مجلة دار العرب للفنون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق