شهادات وفرسان
لكي أنتصرَ للحقيقةِ لابدَّ من تصحيحِ التأريخِ، ولن أسمحَ بتمريرِ الأكاذيبِ، قالَها وهوَ يحملُ حقيبةَ أوراقِهِ بعدَ إقالتهِ المتعمدةِ في دائرتهِ، التي كدحَ من أجلِها عمراً طويلاً.
قالَتْ لهُ زوجتُهُ: لقد طلبْتَ المجدَ الشريفَ، فحفروا لكَ حفرةً ولن يصدقَهم أحدٌ.
قالَ لها: لا يوجدُ مبررٌ لقتلِ الإنسانِ، لمجردِ أنَّهُ في خندقِ الحقِّ ويدافعُ عن قناعاتِهِ، ولم يكنْ رأيي لأجلِ مصلحةٍ شخصيةٍ، بل كانَتْ من أجل بلدي وشعبي.
قالَتْ لهُ: كم مرةً كررْتُ عليكَ أنَّ التأريخَ الذي يكتبهُ المنافقونَ، هوَ تأريخٌ مختلقٌ لا يستحقُ البقاءَ وسترى.
أمضى المديرُ ليلتَهُ في رسمِ مدينةٍ هادئةٍ، حيثُ لا مخالفاتٍ ولا جرائمَ بحقِّ الوطنِ.
في الصباحِ وخارجَ المألوفِ، وقفَ سائقهُ لينادي عليهِ: ظهرَ الحقُّ ظهرَ الحقُّ.
سألَهُ ما الذي ظهرَ؟ أجابَهُ السائقُ: لقد حضرَ فريقٌ من مكتبِ المفتشِ العامِ، وقاموا بالتحقيقِ مع المديرةِ الجديدةِ في أولِ يومٍ لها، عن سببِ قبولِها هذا المنصبِ المهمِ، فقالَتْ لهم بعدَ الضغطِ: أنا إبنةُ أختِ الرئيسِ هل إرتحتُم الآنَ؟!
لم تكنْ تحتاجُ لأجنحةٍ لتطيرَ بها وتتركَ المكانَ، فعملُها الجديدِ لا يتناسبُ وشهادتَها المزورةِ، والمصيبةُ أنَّ إختصاصَها بعيدٌ جداً عما ستشغلُهُ لاحقاً، فشهادتُها الأصليةِ دبلومُ تنميةِ ثروةٍ حيوانيةٍ، والمديريةُ كانَتْ لإنشاءِ التصاميمِ الهندسيةِ للسدودِ والخزاناتِ!
حضرَ المديرُ النزيهُ الى دائرتِهِ، وإلتقى بفريقِ المفتشِ العامِ ليقولَ لهم: أنتم فرسانُ الحقيقةِ والحقِّ، فلا يعقلُ أنَّنا سنشيدُ سداً عظيماً من جلودِ الأبقارِ والماعزِ!
أمل الياسري/ العراق
الاثنين، 27 أغسطس 2018
شهادات وفرسان ،،،،، بقلم الكاتبة/أمل الياسري
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق