الثلاثاء، 21 أغسطس 2018

بلا داعِ أتعثر//إسماعيل هريدي

بلا داعِ أتعثر
أســقط تحت حذائي
ينتعلني الخــــــوف
وحذر الغربـــاء .

في مدينة الغربة
ذات الأبواب الحديدية السوداءِ
يتجذر خوفي، تتشعب أغصانه
ويورق بين أجزائي

أشعر بأني أبله
وجميع من حولي بلهاء
أين تأخذني وتأخذهم
دروبك الملتوية
يا مدينة الضوضاء

أتحسس جيوبي
أبحث عن عنوان الأصدقاء
ضاع العنوان...
ولا آمان.....
في مدينة لا تعرف الأنساب
تجحد القرابة وتفرق الرفقاءِ

أتلفت عبثاً
أنظر أمامي وورائي
مهلاً يا مدينة المتناقضات
لا تصرعينِ بخطواتك
المتسرعة الهوجاءِ

مهلاً مدينة العجله
فكل ما فيكِ يتصارع في
يتهافت في
يجول بأنحائي
يمزقني ....
ويأكل أشلائي

رفقاً يا قبلة المتعبين
فقد جئتٌك بصدرٍ مشقوقاً
وقلباً ممزق الأجزاءِ...

فامنحيني حضناً
يكون على الفراق عزائي

لا تعبئيني بغبارك المسوم
لا تخضبيني بمخلفاتك
لا تعكري صفائي

فأنا على أعتابك
طفلاً ساذجاً
منسوجاً بحرووف النقاء

أحبوا نحو أمل غائب
منفياً في جوانبك
ورغم أنفي ...أمضي
ولا أملك العودة للوراءِ

أبحث عن ذاتي
أفرك ذاكرتي
وأراجع حرووف الهجاءِ

أعدل اللافتات المقلوبة
أنفخ عنها غبن السنين
أبحث عن عنواني
في مدينة الخواءِ

يا مدينة الحوائط المصقولة
والأوجه الباهتة المدهونه
يا مكهربة الأجواء

يا مدينة كل ما فيكِ
أشجار بلا روح
تتمايل ، ترتعش
مع الطرقات والسيارات والنساءِ

جئتك من رحم الريف الأخضر
السابح في الفضاء
الهادئ...، الناعم... ، الحالم...
النائم في كف السماء

ألهث باحثاً
عن الأحلام السريعة
والوجبات السريعة
وبهرجة الأضواء

يا مدينة المهاجرين
والمهمشين والمتعبين
والنبـــلاء والغوغــــاء

يا مدينة الهداية والغواية
يا غريبة الأطوار والأهواء

أعذريني تجاوزي عن أخطائي
أغفري ذلتي
فكل أبن آدم خطاء

أخذتني صهوة الشباب
وجماح الرغبة
وفضول الغربــاءِ

ساقتني رغباتي
في ممرات سجنك الرهيب
دفعتني إلي قلب الدوامة
حيث لا عودة ولا إنتماء

ولا زلت أجاذب طرف ثوبك
كأني طفل مدرسة
بدأت مع أول فصل الشتاء

سنة أولى.. ثانية.. ثالثة
سنوات هي عمري...
مرت هواء
مسافر في سراب ضنين
لا يجود أبداً بالماء

وما زلت في غبائي
بلا داعِ أتعثر
وأسقط تحت حذائي

تحياتي......
إسماعيل هريدي ..2018/8/12

...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق