آخرُ رغيفِ كرامةٍ
_________________
آذارُ الخصبُ شحبَ وجههُ الزَّهرُ ، علاه دخانٌ أسودُ ، وخريفٌ أصفرُ زارَ تونسَ الخضراء في أوج الربيعِ، في مسرحِ القمةِ الفضاءُ واسعٌ ، لكنَّه يضيقُ عن ملكةٍ عربيةٍ تقتحمُ الغيابَ شموخاً و تاريخاً ، الحرب الباردةُ تستعرُ بين الممثلين وتسفحُ الشعوبَ الواقفةَ خلفَ المسرحِ.
الجناةُ حضروا ببمثليهم ، والقهرُ جنديُّ عتيدٌ يحرسُهم من جوع الجماهير ، مقعدُ السلام الشاغرُ الوحيدُ ، و أمواجُ الظلمةِ تتلاطمُ لانجمَ يضيء طريقها
القطبُ الأكبرُ يلوِّحُ بعصاهُ من بعيدٍ ، يتربَّصُ شراً بمن يغصُّ بوصاياهُ ، وعواصمُ بحرِ الشمالِ تهدِّدُ من خلفِ الشاشةِ الزرقاء ، جسدُ المسرحيةِ صخمٌ لكنه نسي قلبهُ عند شجرةِ مصالحهِ الكبيرةِ ، والهوةُ شاسعةٌ بين أحلامِ المساكين و هواجس الطغاةِ ، بين خطاباتهم المموهة وبين مايزرعون في ضمير الناسِ ، كالفرقِ بين القمحِ والزؤوان ، وبين الغدرانِ والمستنقعاتِ
يبدأ العرضُ بمشاهد التعاسةِ ونضوبِ ينابيعِ الإنسانية ، يتوَّجُ بأكاليل الشوكِ على الأحياء ، وينتهي بهزيمةِ أهلِ الحقِّ ، مازالَ الشرُّ يعربدُ في نفوسِ الجشعين كما في كؤوسِ الزناةِ ، وحدهُ النايُ في صدري يعزفُ آخرَ لحنٍ للعروبةِ المهزومةِ : لا تبحثْ ياأخي في جيوبِ الغدِ عن رغيفِ كرامةٍ أو غرْفةِ محبةٍ ، ستبقى أماني العصافيرِ و عطرُ الليمون نشيدَ الأملِ في مدن الغدِ .
__________
مرام عطية
الجمعة، 5 أبريل 2019
آخر رغيف كرامة ،،،،،،، بقلم أ/// مرام عطية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق