الجمعة، 15 فبراير 2019

مطر النسيان//ماجدة ابو شاهين

مطر النسيان
لم تعُدْ عينايَ تشتاقُ إليكَ
لم يعدْ يَنبُتُ في كفّي الحبقْ
لم تعدْ نَشوى بخمرتها الكروم ُ
خلعَتْ طعمَ نبيذِها في الورق ْ
والسنونو هجرَ الدّوحَ وطارَ
في سماءِ الصمتِ ....علّى وانطلقْ
الشوارعُ أنْكرتْ وقعَ الخُطا
ونجومُ الشِّعرِ خاصمَها الألق ْ
لم يعدْ يعنيني أن يبكي الندى
فوقَ ماضينا و قرميدِ الشفقْ
هربتْ منّا قناديل ُالصّباحِ
وجفونُ الوردِ غشّاها الأرق ْ
وثيابُ السّهدِ يغسِلُها السّنا
في إناءِ الصّبحِ طوراً إنْ طَفَقْ
لم يعدْ يَعنيني تنهيدُ القَصَب
وجنونُ الرّيحِ في وادي الرّحيل
وأناشيدُ اليماماتِ التي جَفَّ صداها
فوق نارنْج ِ الجليل
لم تعدْ تعنيني أخبارُ العِبَاد
يا لَذكراكَ التي نصبتْ خياماً ونخيلاً وظِلالاً
حولَ أسوارِ الهروب
و يا لعينيَّ اللتين ذابتا كالغيمِ يحتضنُ الدروب
وأغانيكَ التي فازتْ بسُنبلة الحصاد
لم يعد ْ يعنيني ماضيكَ المُلفَّعُ بالعِناد ْ
وفضاءاتٍ من الموسيقى وقّعها الربيعُ
بأوتار المدى...
فغنَّتها عصافيرُ البلاد
كلُّ ما أخشاهُ أن ّجمرةً وهّاجةً
لمّا تزلْ تحتَ الرّماد...
ماجدة ابو شاهين ١٥-٢-٢٠١٩

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق