رذاذ مطر
رذاذ مطر أبيض
يسقي الحرث
يغوص في وهج الجرح
فيعشوشب الزرع
يأتي الغول
يرضع حليب الأرض
ثم يغوص في صدرها
ينهش الجلد
ويمتص دمها
يا دمها
يا رغوة الزبد
حرقة المتعبين
وقوت المحرومين
من لبس الصوف
تزهد
إنحنى ظهره
ومد يديه للسماء
لعن الخوف والجوع
وإنتشى
كفر الفقر
بعد أن ضيف الغول
سقف الظلام خيم
تخمر الغول
وخطب خطبته المشهورة
بدمعة مسعورة
يرصف بها
غباء المقهورين
قال
أنا واهب الحياة
المطر خبأته لوقت الحاجة
والحليب سقيته لغلماني
وطوبى لكم
ستنعمون بالجنان
قليل من الصبر
وبعض من الأحلام
وخلطة من الأماني
ستسعدون
متى عشتم موتى
تأكل على رروسكم الغربان
نحيا وتموت العربان
تعيش الديكة
وتموت الصيصان
توالت الأيام
رذاذ المطر صار ضياءا
إنشق الزرع
في كل دار
أصبح الصمت دوي
يخلع أقنعة الدعي
تكاثر الواقفون
فاشتعل الجمر
تحت الرماد
خرج الصيصان
حملو
أمعائهم الفارغة
ورددو
ليس سوانا يروم الخطر
سنقتحم قلعة الغول
ونفتك المطر الأبيض
والديدان
سعاد عوني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق