السارق والملك 3...
هوت حليمة من أعلى الشجرة فسقطت بين الوحوش وتبعثرت أحشاءها الخاوية شتاتا فقفزت الأرنب تتلقف الجنين في غفلة من السباع والوحوش التي كثر لغطهم لهول المفاجأة ،فمن تجرأ على عرينهم وهم كثرة ؟ جعلت الأرنب الرضيع تحتها وحنت عليه حنو الأم ووقته صقيع الفيافي بوبرها الناعم بينما تجمدت أخته في الأعلى وهي تقفقف بردا وخوفا. تجمعت الحيوانات حول الوليمة وقد خوت بطونهم أواخر ليلة شتوية فصاح السنجاب:
_ لم لا تأكلين يا خالتي الأرنب ؟
تبسمت صاحبة القلب الرؤوف وردت في سخرية:
- أنأكل اللحوم أيها الملعون ؟ أراك قد نسيت أصلك وفصيلتك أيها الأبله.
- قال الغراب:
- لا تهتمي أيتها الأرنب إن أخانا السنجاب قد نسي مأكله لفرط مجالسته لابن آوى والضبع أثناء التحضير لعرس الذئب.
تهافتت الحيوانات اللاحمة تنهش الجثة والأرنب تواصل إخفاء الصغير وقلبها يكاد ينفطر حزنا على يتمه المبكر. تجشأ الأسد والنمر فهرولت الضباع تتغذى على بقايا أسيادها حتى هدأت الحركة وعاد الجميع إلى نومه. أقبل الصباح فبكرت الحيوانات وتأهبت للبحث عن قوتها لكن الأرنب ضلت على مكانها فسألتها السلحفاة:
- لم أنت متجهمة أخيتي ؟ هيا بنا نرعى ونتسابق ككل يوم وتكون لك الغلبة دائما.
- ليتني أستطيع أيتها السلحفاة الطيبة، إن رجلي تؤلمني ولن أتمكن من التنقل بعيدا... لا تهتمي سأتدبر أمري هنا قريبا.
تفرقت جحافل الحيوانات كل يبحث عن قوته وحين اطمأنت الأرنب لخلو المكان نادت أخت الرضيع :
- هيا أيتها الفتاة المسكينة أسرعي بالنزول وتسلمي أخاك و غادري المكان قبل عودة البقية.
نزلت الطفلة وعلامات الذعر والأسى مرتسمة على محياها فشكرت الأرب على حسن صنيعها وقمطت أخاها ولفته في بعض الخرق وهرولت مبتعدة وقد أقسمت أن تبحث عن مكان بعيد آمن من بطش الأشرار. طالت مسافة سيرها وهي تحث الخطى خوفا على هلاك الصغير حتى وصلت إلى قرية لايعلو فيها نباح كلابها ففهمت أنها آمنة ولذلك استغنى أصحابها عن كلاب الحراسة فشيدت كوخا على مشارفها يأويها والرضيع ويقيها زمهرير الشتاء. تركت أخاها نائما وطافت بأهل القرية تسألهم قليلا من الحليب و تعرض على النسوة خدماتها ؛ تنظيف وترتيب وطبخ وجلب الماء من العين المجاورة فوافق البعض على عرضها....( يتبع )
كحلاء رحال
الأحد، 3 فبراير 2019
السارق والملك 3.... ...... للشاعرة /// حلا رحال
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق