#آخر رقصة#
موسيقى، صخبٌ و أنغام على ركح الحياة..وغجرية ترفُل في ثوبها،يتماوج خصرها مع إيقاع حياتها... إيقاع ملَّت نوتاتَه،سئمت جُحوده،فأصاب رقصها الفتور. ودَّعت قرع الطبول،والسّعادة الواهِيَة وتصفيق الحضور. وراحت تسأل الأَنَام، تسأل الغياب : "أين خِلِّي الذي أهوى"...
سافرت عيناها في بَال المدى علَّها تلقى الجواب .... ما من جواب!!! شردت في تمايلها، خلدت إلى صمت نفسها تمارس وجومها....
حين، من بين الحضور، وقعت عليه عينها وارتشقت سهامه بين أضلعها. تناغَمَ وجيب قلبه مع اختيالها وتغنُّجِها ... ابتهج فؤادها ولكن ... خافت أن يتعثر خَطوُها بفرحتها فأغلقت على طيْفه رِمشها تُمَنّي نفسا بدفء يزيح أكوام الصقيع و يُغْدق على القلب حبًّّا يُحييه و يُحييها... فتحت عينيها مُتَوجِّسة. أَهو حقيقة أم سراب!!...
لم يكن سرابا من رسم خيالها!!! بل الحقيقةَ الوحيدةَ في عرضها الأخير...
تقدَّم نحوها بخطوات حُبْلى ولَهًا ، وخرَّ عاشقا...
-أتسمحين لي بآخر رقصة !
- لكنك يا وسيم لا تُتقن رقص الغجر كما أنني سأعتزل الرقص اليوم.
مدّ يده إليها و طبع على الثغر قبلة برقة النسمة روّضت الشجن و أشعلت القلب حنينا.
- يا عسل الوقت، يا أولى الهمسات...خذني إلى الخلاص...وحدك من يستطيع استعادة وعيي فلا تتركني على شارع العمر وحدي كشجرة متعبة تظلل على من حولها و تستجدي حبا يونِع زهرها....
جثا على ركبته:
- إذا فلتواصلي رقصك على أوتار قلبي حتى نهاية العرض....حتى نهاية العمر.
حدقت فيه فتركتها دهشتها هائمة في رُؤاه
و على وقع بوحِه المفاجئ،توقّفت كل إشارات الزمن و انهمرت موسيقى الكون... تسارع نبض قلبها. ابتسم كل شيء فيها و كل ما فيه شَهق....
وواصلت البوهيمية الرقص على ركح قلب عاشق بطِيب الحب عَبق ...😍
وفاء حبيب الأنڨليز
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق