الاثنين، 26 نوفمبر 2018

حوار بين شهريار و شهرزاد ،،،،،،، للكاتبة ///// فطوم عبيدي

حوار بين شهريار و شهرزاد تمليه القريحة الآنية
ألف ليلة و ليلة
الليلة الثانية  والعشرون

يبدو القمر منيرا  بين أحضان السماء الصافية. النجوم تناجي ضياء البهاء. وقصر شهريار ينبض زهوا بحلله الجذابة. التي تلامس العين .من وراء زجاج نوافذ البلاط يسعد الطرف العاشق.
تجلس شهرزاد.  و هي تستعد لاستقبال شهريار لسرد بقية الحكاية.
من حين لأخر يمر بعض الخدم و الحشم لخدمة حاجيات  الملكة القمر و سكان البلاط المستتر.

يقبل شهريار على المجلس
-السلام عليكم يا ملكة الجمال و البهاء
-السلام عليكم جناب السلطان مرحبا
-كيف حال السلطانة؟
-بخير الحمد الله
-وكيف حال الملك؟
-بخير الحمد الله مشتاق للاستماع لبقية الحكاية
تبتسم شهرزاد ثم ترد
-و أنا هنا من اجل سرد بقية الرواية.

يجلس شهريار بجانب شهرزاد
تنبس شهرزاد :
-لقد تركنا الحكاية الليلة البارحة عند مشهد المرأة لكادحة التي سقطت على الأرض بسبب دوار . و ذلك بعد أن أوصلت أبنها للمدرسة. ثم قامت  وواصلت المشي  نحو دكانها .و ذلك للعمل من أحل توفير لقمة عيش فلذات  أكبادها
يجيب شهريار
-نعم وهو كذلك عزيزتي.
-أواصل
-حسنا أستمع
جناب السلطان في هذه المرة سنترك هنا المرأة الكادحة  تعمل  في دكانها.
ونذهب لنرى أحوال الإمبراطور الشرير الذي لم يرض بمقابلة هذه المرأة الأخيرة . التي كانت فقيرة . و  التي جاءته أمام القصر . تريد مقابلته   لتطلب منه إعانة . و قد طردها عن طريق خادمه . و تذكر جناب السلطان كيف سردت عليك حكايتها مع الكيس الذهبي؟
-أجل  و كيف تحسنت أحوالها بفضل  هذا الأخير .
-وهو كذلك جناب السلطان
-آه جناب السلطان لو تدري ماذا حدث معه ذلك الحاكم الشرير. لقد أثقل الرعية بالجباية. و قد جاع القوم من شح المطر و عدم نبات الزرع. ذلك  مما زاد من تدهور الوضع . و تذرع البعض للسماء لان الإمبراطور افتك أراضيهم بالقوة بحجة المصلحة العامة.
يذهل شهريار لصنيع الإمبراطور الظالم ثم يرد:
-آه كم يخطئ البعض عندما يكون صاحب نفوذ و ميسور الحال.
-نعم النفوذ تذهب الحكمة حضرة الملك.
-أسفا
-أواصل
-حسنا

خرج الإمبراطور في جيش كبير .يفوق عدده العشرين ألف جنديا   و ذلك لأنه يطمع لاحتلال مزيدا من البلدان و توسيع إمبراطوريته. و هو يحلم أن يكون صاحب للقارات الخمس.
يبتسم شهريار و يردف:
-يا لجشع هذا الإمبراطور المتسلط المغرور
-نعم حبيبي الملوك يريدون الجاه و المال بدون حدود دون التفكير في العواقب الوخيمة .التي يجنونها بسبب تسلطهم و جورهم.
-نعم

-أواصل
زحف الإمبراطور بجيوشه على البلدان البعيدة .  التي يحكمها ملوك. ليست لهم علاقة طيبة مع هذا الإمبراطور. الذي كان في معاملاته أنانيا.و يفضل مصلحته الخاصة على مصلحة الآخرين. ويحلم دائما ضم البلدان المستقلة على إمبراطوريته بالقوة.
تقدم في الأول وهو يغزو بقية البلدان ألاسياوية. ثم تراجعت جيوشه بسب موجة برد قاسية .لم تكن في حسبان الإمبراطور.
دب الهلع و جزع الجيوش من المستقبل. ربما لا يخرجون من هذه المعارك الجائرة بالنصر.
-و هل سينتصر الإمبراطور على البلدان التي يريد ضمها إلى مملكته؟ و خاصة كان جشعا  و كان جيوشه غير مقتنه بهذا الصنيع المتسلط على الآخرين.
هذا ما سنكتشفه الليلة القادمة جناب الملك شهريار تقول شهرزاد
يصمت شهريار و كأنه رحل عبر أجنحة الخيال. ليتصور ماذا سيحل  بهذا الإمبراطور الجائر.
-هل سمعتني حضرة السلطان تنطق شهرزاد؟
-آه معذرة يا صاحبة الجمال و البيان لقد سافرت على أجنحة الخيال
-حسنا جناب الملك لا بأس  نواصل الحكاية الليلة القادمة و أستأذن للنوم
-حسنا كما تريدين السلطانة  شهرزاد.
-شكرا جناب جلالة  السلطان.
تعبر شهرزاد نحو غرفة النوم.  و شهريار يتلذذ مشروبا شهياا . ثم ينهض و يلتحق بشهرزاد للنوم.
يصمت القصر بين أحضان الكرى.
© فطوم عبيدي
25.11.2018
يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق