أبجديات على صدر العتمة
... ...
صاحبت الليل متأملا
أصافح أنفاس الكون مبتهلِ
أيا عاذر الكفيف عن رؤية العالمِ
فأنت عن الوجود لمِن شلة العميانِ
ألا إن للوجود تعويذةً
تلقى طلاسمها على ترانيم الوجدانِ
أنا الذي يرى السحاب
والمطر والضباب
أنا الذي يرى النجوم
يرى جمال السماء المرفوعةِ
أنا الذي يؤمن ببصيرة فؤادٍ
يهتدي على صحوة الضمير قمر ولهانِ
أنا الذي صنع للخيال ألوانا
أنا الذي رسم بسواد الحبيبتين باقات وردِ
على إيحاء الشعر العابرِ
ألقي توهجات الأحاسيس المستيقظةِ
أمضي على صهوة العتمة متفائلا
بقرطاس الأمل غير مفارقِ
أيا دارف الدمع لا تسرفِ
فالحزن والبكاء ليس من شيمِ
كم كان للزمان من مقالٍ
صك وجه القدر بمشارف الأمنياتِ
ويا ذاكر الصبر بتميمة المرتجي
لي أيوب في الصبر رضوان ومبتسمِ
وأني على ريح يوسف ألقف قميص الزمانِ
ليرتد لعيوني الجمال في وصف كل مكانِِ
من شقاوة الحياة يعصر شذو ألحانِ
كؤوس السعادة تأبى مفارقة مجلسي وسريرتِ
كل يوم أحيا فيه يتوج فارس الظلامِ
بشمس في الطريق لها عينانِ
أيا رحمان دعاء عبدك الأنسانِ
من زلة إذا ذاق به بستان الحياةِ
وبالحمد أختم قصيدتِ
أبجديات مداد على لوحة الكفيف تنظمِ
لها عنوان بخط الكفيف يكتبِ
فيها رضاء وبين الأسطر رسالتِ
''أنور زير''
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق