ليست وحدها من قارعت الصعاب....وتحدت المحن ....كان قلبها دليلها لسبر أغوار مجهولها....وقطع خطوات طريقها المبهم......يافعة بعمر ورده ...صببة لم تتجاوز عقدها الثلاثيني...لها من حسن السيرة والمعشر..وبعض من جمال الوجه ... ما جعلها في وسط حب الناس لها .....
كانت محط أنظار الجميع ..شبابها الملهم ...خفة روحها ..وتعاملها الصادق مع الجميع ..ثبت وجودها معهم
...
....حكايتها ..
حياة مرفهه مع عائلتها المفعمه بالود والمحبه كانت أولى سنين شبابها....أسرة غرست فيها جذور تربية خاصه..
..كأي فتاة انتظرت ارتباطا تتحول فيها حياتها من الدلال إلى الأكثر ..
وتشاء الظروف والاقدار ..ان تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ....وتنغمس هذه المدلله بحياة أوجدتها وسط حالة امتصاص كل تمنياتها وامالها..حين فقدت وليها وباتت حينها يقبع داخلها حزن ..وحيرة ..وقلق...فابناؤها الصغار كانوا في أمس الحاجة لرعاية أبويه خالصه في ظروف قاسية وامان مفقود...
ووسط تكالب العيون وتأملات الناس الغير محسوبة.. استطاعت بحزمها وقناعتها بالمكتوب والقدر ان تصمد وتشق طريقا صعبا ..لتأخذ بيد صغارها إلى بر الامان
قوية كانت ..لم يعرفوا كيف كانت تمول بيتها وتسد النقص فيه...وتوفي حاجاتهم البسيطه....لكنها علمتهم ان القناعة كنز لا يفنى..وان العلم والعمل شرف الإنسان وقوته ..
عاشت معهم الضحكة ..والفرحة بكل ما يحصل املا بتغير الأوضاع يوما لا مناص....
ما عرفوا طعم الجوع يوما فقد ملأت بطونهم حلال اللقمة الشهية...وشرابا زلالا من ينابيع الحب ....والبستهم ثوب العافيه حين وقتهم حر الصيف وبرد الشتاء.....ومشت معهم بمداس القدوه والصمود على الطريق الصعب..فكان معبدا سهلا أمامهم.....
ناصبت معهم الظروف القاسية..فأذلتا واسقطتها بنجاح..
.ببصيرتها وبصرها وصلت بهم إلى بر الأمان ....وبنت معهم حصنا منيعا لأجمل اسره....
حازت بهم رضا الله ....والناس ..وكل محبيها ...
لا تطمع برد جميلهم ....ولا مكافأة يقابلونها بها ..
.هي ام داوت جراحها والامها بنجاحهم وسلامتهم.......
..... تلك بإختصار حكاية امرأه من الزمن الصعب ..
الصعب جدا .....
بقلمي ...ماجده عبد الحميد ..
....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق