اهة اليمن السعيد... ولد حمدون والخنجر على خاصرته وترعرع بين أبناء العشيرة على رقصة الخناجر والإباء والانفة والشموخ وكان يرافق والده إلى شواطئ الحلم والمرجان ويجوب جبال البلد يعاند صقورها ونشأ صلبا كنبات البلد وفي البال تاريخ وحكايات عن ملاحم أسلافه... كل ما علمه حمدون أن وطنه بلد الشعر والقول وذخائر البحر النفيسة وبوابة سعيدة لصحاري النفط الممتدة وكان كل فجر ينحدر من الجبل تتحدى خطواته الحجارة الناتئة ويتجه صوب شواطئ الخير ليصطبح بالشمس الراكعة أمام سطوة بحر وطنه فتخترق أشعتها الخجولة ثوب القبيلة المتوارث وتنكسر وجلة عند خنجره فيطرب قلبه الصغير للمعان حبات الحجارة الكريمة على خاصرته وهو في كامل البهجة يتلقف الشباك من والده ويشرع في تفقدها ويراقب الغطاسين وهم في تأهبهم للغياب في الأعماق لمداعبة حقول المرجان هناك سلاحهم حبال وصدور عريضة ونفس اليمن السعيد... لا يعلم حمدون شيئا عن حروب الهمج ولا أزمات الطاقة والمياه ولا يعرف من الأوطان غير وطنه وبيت الله الحرام وهما نشيده اليومي... استيقظ ذات فجر على أزيز الطائرات وصوت المدافع تهز أركان بيت اهله العريق المتصبب أصالة وشاهد النساء والأطفال يتزاحمون بحثا عن ملجا . .. قفز يبحث عن خنجر الخاصرة وحين لم يجده انطلق كسهم الحب نحو والده فرأى كل الرجال متسلحين وهم باحثون عن مكان يصيبون منه طائرات الخزي ويردون العدوان عن وطنهم وشرفهم فصاح:"يا أبي ما هذه الغربان القاذفة لكرات النار واللهيب... يا ابي هل يفيد خنجري لأبحث عنه.. اواه يا أبي لم أجده!"فصاح الأب خوفا على صغيره:"أسرع انزل إلى الدهاليز حتى تنقشع سحابات الغدر فاستدار الصبي والكل فار من قنابل حارقة ... وقعت عيناه على أمه ... سارع يختبئ بين أحضانها فهي الملجأ الوحيد عند طفل مثله وبينما شرع يتحسس حضنها حتى باغتته شضية وأمه فتطاير أنصافا و أرباعا وامتزج من جديد بجسدها ..... كحلاء رحال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق