** لم أولد طفلا **............... حسن ماكني/ تونس
---------------
لم أولد طفلا
ولم أحبُ
ولم أفطم عن صدر أمّي الحنون
وكان عليّ أن أتعلّم المشي وحدي
تألّمت كثيرا
سقطت
بكيت
تعثّرت
بكيت
وقفت
سقطت
تعثّرت
لكنّني مشيت
ولم ألعن حجرا
ولن أعاتب بشرا
وإن كان سببا
في شيء ممّا عانيت
- تعلّمت النّطق من عصافير الزّيتون
حين كانت تقيم حفلتها المسائيّة
لوداع يوم مضى
بلا زاد
أو لرثاء الغائبين
فجاء صوتي نقيّا
صادقا, ثائرا
لا يروم السّكون
- وحدي تعلّمت الكتابة على التّراب
بأشكال ورموز فوضويّة التّكوين
ما كان لغيري أن يفقه سرّها
سوى أنا
وباعث الرّوح في الطّين
كم أحنّ إلى وفاء الطّين
كم أحنّ إلى صدق الطّين
- مشيت
كبرت
كبرت
كبرت
على أرض لا تنبت سوى الأحلام
والأوهام الطّفيليّة
الكثير من النّرجس البرّيّ
زهر الأقحوان
والقليل من الصّالحين
- لم أولد طفلا
ولم أحبُ
ولم أفطم عن صدر أمّي الحنون
فكان أن تجمّعت الأسباب كلّها
لأكون كما أكون
= أولاّ:
لا أجيد التّضفدع على عتبات المترفين
= ثانيّا:
أجيد الإنتظار واقفا على ضفاف اليقين
= ثالثا:
أمشي وأمشي
وأمشي وحيدا على حدود الجنون
= رابعا:
أتألّم, ولا أبكي
ولكنّني أجيد إخفاء أحزاني ببسمتين
= خامسا:
صوتي لا يروم السّكون
مازال صادقا, صاخبا, ثائرا
ولن أصادر الحلم من عصافير الزّيتون
= سادسا:
لا أجيد الكتابة على الورق
وهذا, بشهادة ممّن لم ترتوي بعد من قبلات الحنين
قالت: كتاباتك دوما ما تكون عطشا
حين نكون طينا يلتحف طينا
= سابعا:
ولأنّي لم أولد طفلا
ولم أحبُ
ولم أفطم عن صدر أمّي الحنون
كبرت وحيدا
في قِدّاس الياسمين
فكان أن اكتسح الثّلج شِعْرِي
قبل الشّتاء القادم
بسنيــــــــــــــــن....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق