الجمعة، 14 سبتمبر 2018

قصة قصيرة ،،،،،،،بقلم أ/قاسم محمد المجالي

قصة قصيرة
         حسن الخاتمة

  عند أذان الفجر ، كنت أشعر بخطواته وهو يسير ببطء ،متجها إلى المسجد ليؤدي صلاة الفجر في جماعة ، كان الجو صيفيا حارا ،وكنت أنام في فناء الدار، فيوقظني قائلا : هيا انهض وتوضأ واتبعني للمسجد لتقرأ آي من الذكر الحكيم ، وكنت أعرف خطواته عند سماعها ، لقد كانت مميزة وأعرف أن الذي يمشي هو والدي رحمه الله، بسبب إصابة بساقة نتيجة حادث سير في موسم الحج ووقت صلاة الفجر هناك وهم بطريق العودة للبلاد وكانت برفقته والدتي ومجموعة من الأقرباء.
    على عجل نهضت من فراشي واستعذت بالله من الشيطان الرجيم وتوضأت  للحاق به الى المسجد،
لكني تماطلت بعض الوقت ففاتتني صلاة الفجر مع الجماعة ، وأخذ يلومني وهو غاضب لتقصيري في الصلاة ، لقد كان محقا رحمه الله ،فالصلاة هي صلة العبد بربه الكريم، وهي السعادة الحقيقية للانسان في الدنيا والآخرة.
     ذات يوم من عام 2005 ،ذهب إلى الصلاة كعادته، ومن سوء حظي أني لم أصلي الفجر ذلك اليوم ،بسبب سيطرة النوم علي، وعند الساعة 5،45 ،سمعت طرقا قويا على الباب ، فخرجت مسرعا لأرى ماالأمر ؟
وإذ بأحد أقربائي يناولني كوفيته وعقاله وعكازه، فسألته ، لم تحمل هذه الأشياء إنها لوالدي ، قال لي بكل هدوء ، إطمئن والدك بخير، أصيب بحالة إغماء فنقلناه إلى المستشفى، لكن قلبي أدرك انه توفي رحمه الله ، بعد أن ادى صلاة الفجر في جماعة ، وكان من عادته أن يقرأ القرآن لحين طلوع الشمس ، وكان بقربه زوج أختي  وتشاورا بينهم أن يذهبوا الى مدينة الطفيلة وتبعد حوالي 40 كيلو متر عن موقعهم ، كانوا خمسة بما فيهم المرحوم والدي وقالوا كيف نذهب وليس لدينا سيارات نحن بحاجة الى سيارتين على الأقل، فتبرع والدي بسيارته وزوج أختي بسيارته، واصبحت الأمور تحت السيطرة فحمدوا الله ان هذه المشكلة قد حلت،عاد والدي الى مكانه المفضل في المسجد وتناول المصحف ذو الخط الكبير ،لأنه كان يكره وضع نظارة القراءة وكان يقرأ سورة الفجر، وفجأة خرجت من والدي شهقة قوية ومال الى جانبه الأيمن وحاولوا كل جهدهم ان يعيدوا الوعي إليه ،لكن مشيئة الله  سبقتهم فقد مات......
     الذين غسلوا والدي قالوا لي كان مبتسما لونه أبيض وكأن النور يشع منه ، حاولت الدخول لرؤيته، فمنعي زوج اختي لعلمه بأني سأصاب بالإنهيار ان انا شاهدته  .
     رحمة الله عليك ياوالدي ، لقد أحببت الناس فأحبوك ، وكنت تمد يد العون لكل محتاج حسب مقدرتك ،وتقدم النصيحة والمشورة الطيبة، ولا أزكيك على الله ،فقد تركت هذه الدنيا وانت في بيته خاشعا راكعا ساجدا بين يديه.
     قال لي زوج اختي لما نظروا فيما كان يقرأ من القرآن وجدوه كان منهمكا بقراءة : ياأيتها النفس المطمئنة ،إرجعي إلى ربك راضية مرضية، فادحلي في عبادي وادخلي جنتي .
واسأل الله تعالى أن يجعل حسن خاتمتي كحسن خاتمتك ،وأن يغفر لك ذنوبك وأن يتجاوز عن خطاياك
وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة .

بقلمي : قاسم محمد المجالي
14/9/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق