الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي محمد رسول الله
....................................................
مع "جمال عبد الناصر" ..دائما
....................................
ثمانية واربعون عاما ؛ نصف قرن إلا عامين ؛ وفي مقدمتها ؛ ومعها رحل جانب كبير إن لم يكن كل الحلم المصري الرائد في عالمنا العربي ؛ كان رحيلا قاسيا ومؤلما ؛ وكأن التاريخ لحظتها ؛ لم يتوقف فقط ؛ بل بدا وكأن التاريخ يعود إلي الخلف ؛ لم يكن حلما مصريا وعربيا وإنسانيا يرحل أو يغيب ؛ وفي الحقيقة لم يكن حلم ؛ بل كان واقع حياة يتغيرويتبدل ؛ كان آخر فصل فيه هو التمهيد الجاد والمباشر والحقيقي لإنتصار واحد من أهم وأخطر أحلام الراحل الجليل ؛............
ففي يوم الثامن والعشرين من شهر يبتمبر عام 1970 ؛ وفي حوالي الساعة والنصف من مساء ذلك اليوم ؛ كان آخر نفس في جسد الراحل الجليل يترك الجسد صاعدا للخالق والبارئ والمصور ؛ وأعلن في ذلك اليوم رحيل ووفاة جمال عبد الناصر ؛..........
تولي جمال عبد الناصر قيادة الضباط الأحرار في سن مبكرة ؛ وحملته لنا أضواء عالم السياسة وهو في الثانية والثلاثين من عمره ؛ مع حركة أو انقلاب أو ثورة الثالث والعشرين من يوليو عام 1952 ؛ مع رفاق كلهم اليوم قد رحل ؛...
ولم تبق علي الساحة المصرية والعربية وكل الساحات التحررية في العالم سوي روح جمال عبد الناصر ؛ من إفريقيا الي آسيا الي أمريكا اللاتينية وجانب من شرق أوروبا ؛ حيث إستمد الجميع من تلك الروح ومن بارئها كل ثوار العالم بعضا من روح جمال عبد الناصر ؛ حتي لما أن إحتفل العالم بذكري الزعيم الجنوب افريقي نلسون مانديلا ؛ كان محتوي أو مضمون الإحتفال هو في القلب من الإحتفال هو الراحل المصري البسيط جمال عبد الناصر ؛ وحياءا أوخشية أو خوفا من الولايات المتحدة وأذنابها فقد آثركل المحتفلين غيبة أو اخفاء اسم جمال عبد الناصر ؛ لكن أي شئ من ذلك لا يخفي أبدا علي التاريخ ؛....
حتي في مصر حاولوا إخفاء اسم جمال عبد الناصر وكثير غيرهم قد حاول ؛ إما خوفا إو إستحياءا أو شخصنة للموقف؛ لكن الكثيرقد فعلوا ؛ والجميع أغفل تماما الفهم والوعي والإدراك ؛ بأن جمال عبد الناصر لم يكن سوي مجرد انسان ؛فحاربوا ذلك الإنسان ؛ ونسوا أو تجاهلوا ؛ أو لضيق أفق أو لجهل أو بعض اعتبارات أخري ؛ إن جمال عبد الناصر لم يكن سوي الإنسان فقط ؛ تجاهل الكل أن جمال عبد الناصر هو إنسان عادي ككل إنسان ؛ وأن القيمة الحقيقية التي أودعها الله جل وعلا في جمال عبد الناصر كانت الفكرة ؛ بما لها من حياة وحركة وفعالية ؛ وهي التي مازالت وستبقي وسوف تبقي لعقود أخري قادمة ؛ ....
وفقدان المقدرة الإنسانية علي الفهم والوعي والإدراك ؛ وإن صح أن تشمل غالبية البشر ؛ لكنها أبدا لا تغيب عن التاريخ ؛ ففي مسطورات التاريخ لكل الشعوب التي تحررت والتي زالت باحثة عن الحرية والتحرير ؛ يستحيل أن تغفل عن روح جمال عبد الناصر ؛ وتلك إرادة الله باعثة الحرية والفهم والوعي والإدراك في عقول ووجدانات الشعوب والأمم المتطلعة لعموم الحرية ؛...........
ولا يهم ولا ينتقص من روح وقيمة جمال عبد الناصر ؛ تغافل الخائفين والجبناء ووضاعة فهمهم ووعيهم وادراكهم ؛ فهم متأثرون بالتخويف المباشر مثل الذي أطلقه دونالد ترامب الرئيس ورجل السعادة الأمريكي من يومين أو ثلاثة مضت ؛ فلم تكن لقوةالولايات المتحدة وأذنابها وعملائها وأذلائها أية قيمة حقيقية في التاريخ الإنساني الحديث سوي بقدر ما يتمتع به الشيطان من قيمة وقدر؛ إذ تبقي إلي أبد الآبدين تلك المقولة التاريخية العظيمة والتي تقول "إن دولة الظلم ساعة ودولة الحق إلي قيام الساعة ".....
يتداول الزمان الدنيا بشرا وأشياء ؛ لكن تبقي دائما الحقيقة علي سند من الحق ؛ ويسقط الأدعياء والظالمون أيا كان ظاهر تمسكهم العقيدي أو الأخلاقي أوالإنساني مرحليا وتبقي دائما أبدا دولة الحق وإن تخفت أو إنزوت جبرا ؛ لتخاذل المتخاذلين بطبيعة التخاذل فيهم ؛ إنها سنة الله في خلقه ولن نجد لسنة الله تبديلا ؛...........
.....................
ويبقي دائما أن نذكر جمال عبد الناصر وروح جمال عبد الناصر حيث إستودعها رب العالمين ؛ في جنات ونهر عند مليك مقتدر ؛ ونتوجه إلي رب العالمين ببسيط الدعاء وخيره ونقول " رحم الله جمال عبد الناصر "...........
........................................
في الذكري الثامنة والأربعين لرحيل جمال عبد الناصر ؛ نتوجه الي الله العزيز الجليل ؛ رحمة وغفرانا للجميع.
............................................
الكاتب والمفكر المصري
محمد رمضان
....................................
الإسكندرية في 27 سبتمبر 2018
.............................................
الخميس، 27 سبتمبر 2018
مع جمال عبد الناصر دائما ،،،،، للكاتب/محمد رمضان
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق