أتساقط مثل أوراق الخريف ، و هذه الريح خؤون لا تأخذنِي إليك ، روحي تسألُ العدم عنكَ و المسافاتُ صمّاء ،حاقدةٌ لا تُجيب ، غيابك مؤلمٌ و صوتك يعبَثُ صداهُ بذاكرتي ، منذ قليل كنتُ أرتّبُك بكلِّ حالاتِكَ و تاراتِكَ : بحزنك و فرحك .. بصمتك و ضجيجِكَ ..
طويلٌ ليلٌ أنت لستَ فيه ، لستَ بدايتهُ و لا حتّي نهاياتَهُ ..
ذات مساء سألتُ خرائط العمر المنثور هباءا عنك و أنا التّي حزمتُ أمتعةَ السّفر لأصل إليكَ منذ آلاف السّنين و لَمْ أصلْ ، و أنا التّي تشتاقكَ روحي حتّي الفنَاء، و أخاف أن أتوقّف عن حبّك لحظة ،
عبثا أبحث عنك بين صمت القبور و ضجيج المدن ، ليتني اغفو فتغدو السّماء مرتعشةً ، فتُسْقطَكَ .. فتاتاً كنت أم حُطاما سأعيدُ خلقكَ تمهّل... ألتَحِمُ بِكَ فأسرق بعضكَ أو أقلّك ... امهلنِي بعض الشوق و تمهّل
فالحبُّ بخواتيمه لا بِبداياته ، و هذا الحبّ أخذ عُصارتي و استنفذ زبدةَ مشاعري .. شيء آخر عدى الهوى و الشّغف .. تجاوزت حدود العشق و زوبعة الشهوة .. أنا في مرحلة الخلق الأخيرة .. في مكان ما .. بين الجنّة و النّار .. مرحلة عصيّة عن الوصف.. تتخطّي حدود الأمان و الإمتنان ..أكادُ أتكوّن من فُتاتِ قلبكَ .. و “ رغوتِك المقدّسة “ ..
رِفقًا ...
بقلم درصاف العبيدي ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق