السبت، 8 سبتمبر 2018

وأيلول وجهي ،،،،،،،،،، للشاعر/هاني زريفة

وأيلول وجهي
شعر: هاني زريفة
أطلَّ الخريفُ
فذكَّرني شيبتي واصفرارَ الجبينْ
وعمراً تساقَطَ فوقَ الدروبِ
تساقُطَ أوراقهِ اليابساتِ
وغيماً يمرُّ
كواهُ الحنينْ!
وقلباً لَكَمْ هاجرتْهُ الأماني
كتلكَ الطُّيورِ
وكم حامَ فيه رفوفُ القوافي
وكم مرَّ فوقَهُ غيمٌ حزينْ!
وقلبي خريفٌ
تكدَّسَ فيهِ يبابُ الفيافي
تلبَّدَ فيهِ شجونُ البوادي
فأرسلَ هتّانَ حزنٍ تليدٍ
وفرَّ من القهرِ يوحٌ دفينْ!
وأيلولُ كانَ
كعهدي بهِ كلَّ عامٍ
يجففُ حلماً زها من سنينْ!
تبددُ أضغاثَهُ العاصفاتُ
فيتركني بيدراً من شجونٍ
وحَوراً تعرّى
يُمَددُ ظلَه فوقَ الهشيمِ
وينشرُ فيئَه للمتعبينْ!
وأيلولُ كانَ كوجهي كئيباً
يداري العيون
ويمقتُ تنقيبها في الوجوهِ
وينسلُّ عن دربها في حياءْ!
يعتِّقُ في مقلتيه الشجون
ويذرفها حين يأتي الشتاءْ!
وأيلولُ يذكرُ أنّي الوريثُ
الوحيدُ ... الوحيدُ ...
لأحزانِ أشجارهِ العاريات
وعصفِ الرِّياحِ الّتي لا تلينْ!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق