(أنا وقلبي والأسى )....
دهراً تراودني المآسي كي أخِرْ
نادتْ فؤادي هيْتَ لكْ فلتَحتَضِرْ
فنأيتُ عنها نحوَ فرحٍ خاطَ لي
ثوبَ السعادةِ أرتَديهِ وأدّثِرْ
لكنَ كفَ الحُزْنِ مِنْ قُبُلٍ لهُ
قدّت وذكرى الأمس قدّتْ من دُبُرْ
ففرتُ منها حينَ ألفاني الأمل
وأستوقَفَتْ قلبي الأمانيَ فانتضِرْ
قالا لنَا مهلاً شُحوبُكما لِمَا
فلتَرجِعا ولتصنَعا منّا القدرْ
إنّا سنرحلُ عن مآسيٍ أجحَفَتْ
في جَرْحِناوخلاصُنا عنها نَفِرْ
وأويتُ والقلبُ الجريحُ لصخرةٍ
وبجيدهِ أحلامُنا زادُ السفرْ
فيها مكثنا ليلةً طالتْ بِنا
واستأنَفَ التّرحالُ فينا المُنحدَرْ
سِرنا نَجُرُّ الخطوَ نحوَ سعادةٍ
تبدو كأفقٍ ليسَ يَبلغُ مُستَقَرْ
ناديتُ قلبي هاتَ بعضَ الزادِ مِن
أحلامِنا فالياسُ فينا قد عَصَرْ
فأجابني إنّا نسينا زادَنا
سُحقاً لقلبٍ منهُ أُسقَى الكأسَ مُرْ
عاتبتُهُ لو لم ْتحبَ لَمَا جرى
فينا الذي نَلقى ودمعيَ يَنهَمِرْ
أحبَبتَ ثمّ وفَيتَ ثم عَفَوتَ عن
من عذبتنا ثم أسقتنا الكدرْ
وهي التي غرستْ بخصركَ خنجراً
بالغدرِ شبّتْ فيكَ ناراً تَستَعِرْ
هي سلمتنا للمآسي وانْبَرتْ
حتى غدونا في رحاها نُعتَصَرْ
واليومَ زادُ الحلمِ أنتِ أضعتهُ
أتَحِنُّ للماضي وعودةِ من هَجَرْ؟
أتَحِنُّ للعشقِ الكذوبِ وزيفهِ؟
أوَ قدْ نَسيْتَ جراحَ خِنجَر من غَدَرْ ؟
إن كنتَ حقاً قد نَسيْتَ وتَرتَجي
أنّي بسعيكَ للمآسي مُستَمِرْ
أخطأتَ ظنّكَ لن أكونَ رفيقَ من
يُسقَى الأسى كالشهدِ من كأسٍ قَذِر
أنّي سأرحلُ عنكَ أبحثُ عن رُبَى
روضِ السعادةِ قاطفاً منها الزّهَرْ
وإلى هواكَ ارْجَعْ لتَنعَمَ بالأسى
وبحُضْنِ مَنْ شَأتْ نهايَتَكَ انْتَحِرْ
لا عيشَ لي في صُحبةِ القلبِ الذي
تَبِعَ الأسى ورضى بغربتنا قَدَرْ
هاني الجندبي
2018/9/2م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق