الاثنين، 3 سبتمبر 2018

أيادي بيضاء ،،،،،، بقلم أ فتحي عبد العزيز محمد

أيادى بيضاء ..
" وأسفاه فالحرية غير قادرة على كل شيء، وليست خالدة، إنها بنت الإنسان، تحتاج إلى الإنسان"
كازانتزاكيس - Καζαντζάκης

-1-
تسأل داخلة ماذا لو لم ياتى ذاك العام تحديدا , وفى أجازتة الاعتيادية وما الذى كان سيحدث لو لم يراها فجاة ووجها لوجة , وفى ذاك المساء البديع والذى مازال يزكرة وبالحفل الخيرى الشعبى المفتوح , والمعد أصلا وللطلبة النابغين بالقرية ثم ماذا لولم تقدمة هى نفسهاالمذيعة النابهة واللبقة , وفى الحفل التشريفي كمحتفي بة أول وأصيل ومع تلك الكوكبة النيرة من نوابغ أبناء قريتة الصغيرة الوادعة " دوكة ", ولانجازاتة العلمية العديدة الضخمة والمشرفة وبطول البلاد وعرضها , وأيادية البيضاء المعطاءه ليس لقريتة وحدها وأنما لما حولها من قرى وحلال آخرى مجاورة .
قول لى بربك الان ما الذى كان سيحدث ؟.. ولو لم يتعارفا بعد ذلك ويتحابا ثم يتزوجها بعد ذلك سريعا , ولترافقة وتقاسمة العيش هناك فى الغربة وبعيدا عن حضن الاهل والوطن , ذاك الذى كم يعشقة ويحتضنة بمعزة خاصة وداخل جوانحة وسويداء القلب منه , ويحلم بالعودة الية أن آجلا او عاجلا .. , ثم ما ذنبها هي أذا لم يوفقهم الحظ وبعد عقد ونيف من الزمان , من أنجاب أبناء وزرية يحملون أسمة ويسعون بين ناظرية , وتحتضنهم أمة الملهوفة وهو وحيدها وفلذت كبدها , ثم ما الذى كان سيضيرة صراحة ولوأستمع ولو لمرة وأحدة لكلام أمة وخالاتة وتزوج باخرى , فالشرع بالطبع يعطية هذة الحق وأكثر .., ثم وهى نفسها الم تمهد وتلمح لة وبكل ذلك فى أكثر من مرة .
ثم بعد ذلك كله ما عساءه حقيقة وأن يفعلة , وأذا ما رفض هو وفى عناد واضح كل ذلك .. , ورفض جسمها الضعيف هو الآخرالعلاج وكل تجارب ومحاولات الزرع الفاشلة ,المتكررة الواحدة تلوا الاخرى , ثم فجاة تسلم وتصعد روحها الشفيفة الى بارئيها , وتتوفى هناك دونة , بل قل لى بربك ماذا سيفعل هو بعدها هناك ؟؟اا , ثم ماذا ولو رفض حتى هو الآخر العيش هناك بعدها ..؟؟ ااا , وجاء بكل لهفة وشوق عائدا ولحضن ألوطن العزيز , وعلى أول طائر ميمون.. لا لشىء سواء دفع ضريبة الانتماء والولاء .. , فليس له حب الان بعدها حقيقة سواء حب الوطن ولا شىء غيرة .
-2-
لكنة تذكر وبتوجس مشروع عدة أشياء هناك , بل تذكر بأن كل ما يحملة من شهادات رفيعة وخبرة طويلة , ليست بالطبع سبب أو مبرر كافى ومعقول ولعودة نهائيا بلا تحفظ ودفعة وأحده , وهو ليس لة سند ولا مرجعية أخيره أو ولاء حزبي أو طائفي بائن ومعروف يحتمى بة عند الشدائد والملمات , وأن هناك دائما وكما هو معلوم أوزان ومعايير مرجعية خاصة ولكل وظيفة , ونصحوة زملاءة بان يحكم صوت العقل والحكمة , وأن لا ينساق وراء عواطفة الجياشة ويغامر بمنصبة الرفيع الحالى , والذى لايتأتى ولاحد كان والا بشق الانفس , ويمثل فية بلادة خير تمثيل , ولكنة أصرعلى ذلك قائلا لهم :
ـ ساجرب والدنيا حظوظ ولن أخسر بعدها شئ ذى بال .. , كما أن وصيتها الوحيدة لى هى بالذات , كانت دائما هو حب الوطن .." .
ولانة تعلم دائما أن لايمارى أحد أو ينافق أى جهة ما , وعلى حساب أى جهة أخرى مهما كانت .. , ويتعامل بكل صدق وشرف وبمهنية عالية , فأنة قبل بعزم وتحدى العودة طائعا مختارا وللعمل بالوطن , بالطبع ومن الوهلة الاولى أحتضنوة ورحبوا بعودتة ولحوجتهم الماسة ولخبير كامثالة وأضافة حقيقية للنهضة الطبية الشاملة , صحيح أنة يحمل درجة الاستاذية " بروف " قدير وفى تخصص دقيق ونادر , الا أن بعض المهرجين وقصيري النظره , والذين نصبوا أنفسهم كرقباء وأوصياء حتى على الكبار وفى أى شىء , خاب سعيهم بل وقفوا حياري ومشدوهين وعاجزين تماما عن مجارات مصداقيتة , والتعامل معة وفى صميم مخرجاتة البحثية البحتة والتى لايحسنون فهمها , وهدير أو سيل تقاريرة المحايدة وعن الموقف الصحي بالبلاد وأحصائياتة المعملية المرجعية الساخنة , فهى أولا" واخيرا" وكما أوضحوا لة وفى أكثر من منشور دوري وأدارى , بأنها تقارير من صميم أسرار العمل وبالتالي فهي من أسرار الدولة العليا وليست للنشر .., ونصحوة بأن لايعلنها بعد اليوم ولاى جهة كانت ومهما كان , وأن أى فعل أو راى مخالف لكل ذلك يتساوى وخيانة وطن .., بل تندرداخلة لحظتها وبحرق :
ـ بل أكيد السكوت عليها .. عفوا هو عين الخيانة ..؟اا" .
-3-
بعدها وجد نفسة وكمن يؤذن فى مالطا .. , بل لم يجد نفسة بعد ذلك سواء شخص معزول ومنبوذ وشرا" مستطيرا".. , تتعوز منة واللة المستعأن كل الادارات الطبية المركزية وحتى الولائية .. .
بعدها لم ينسي أبدا تلك الظهيرة الباكرة , وعندما أستدعتة على عجل وزيرة الصحة الاتحادية , وهى فى عجلة من أمرها للسفر خارج البلاد , ولتجمع منة وهى الحازقه والنابهه , وبذكاء خارق معلومات لابحاث وأحصائيات لا يفقها أحد غيره , ومنسوبة الية حصريا , ولتعينها فى سينمار أو ندوة دولية ومن صميم تخصصة النادر , ثم تلمح لة بعدها وبخبث وبقرارهم الفوقى بأنهاء تعاقدة وكخبير أتحادى , وبمنتهى اللطف والدعابة والممسوحه بشىء من الخسة والاستخفاف ولتقول لة وبمنتهي الصفاقة :
" حقيقى كنا محتارين يا " بروف " معاك .. , فخيارنا الاخير كان أن تذهب منقولا الى موطنك " دوكة " .. , ولكن يبدوا أنهم ومع قوة راسك .. لن يسعدوا أويرحبوا كغيرهم بمسالة نقلك وللعمل معهم هناك .. .
ـ ثم أنت سيد العارفين .. يا " بروف " وفى هذة الحالة بالذات .., والمثل السوداني بيقولوا " ..لوناس " دوكة " .. أبوكا......" .. أكمل " , قال لها :
" مافى داعى كل شىء الان أصبح وأضحا ومفهوم .. بل حقيقة الامرلم يعد لدي .. صراحة الان , أى زمن أو وقت عشان أضيعة معكم ..؟اا" , وعلى عجل وهى فى حيرة أخرج من جيبة ورقة وضعها أمامها وقال لها :
ـ " ساريحكم .. دى أستقالتى وعلى مسئوليتى أرجوك أن تقبليها حالا وفورا , .. وأى تاخيرها لن يكون فى صالحك أنت شخصيا بالذات .. أو البلد ..؟اا ", وليواصل :
ـ وبالطبع هذا ليس تهديد .. فأنا كهل كما ترى وأضحيت ضيف اللة فى قبرة .. , وأكرر أرجوك ثم أرجوك .. ثم أرجوك .. , وعنواني أفتكر واضح جدا " .. , بالطبع نظرت الية وبكل تحدى وكبرياء وأستخفاف وقبلت أستقالتة فورا .., ولم يرمش لها طرف , وهى تتؤهم بأنها وبلا أدني شك أراحت .. وأستراحت .
-4-
بل هناك وفى الجلسة الاخيرة للسينمار " short coursies" , بهتت تماما وعندما فوجئت بوصولة فجأة للعاصمة الغربية .. , وبدعوة شخصية من المانحين أنفسهم , ثم رأت وبام عينيها مقدار الحفاوة والترحاب , الذى قوبل بة دفعة واحدة , لدرجة قيام كل أعضاء التدريس بالسينمار بالجامعة العريقة المعنية , مفسحين لة المجال وليتراس الجلسة الختامية ويمنح بعدها جائزة تقديرية بمئات الالوف من الدولارات , مكافأة مستحقة ومتواضعة لجهودة الكشفية الدؤوبة وفى مجال الفيروسات المقاومة للادوية والعقاقير , وليقوم هو وبذات روح التسامي والتكريم وأصالة عن نفسة ويا لسبحان اللة , بأدهاش كل الحضور وأهدائها بدورة لوطنة الحبيب وفى شخصها هى وكرئيسة للوفد .., على أن تقوم الجهة المانحة للجائزة بالتمويل الفورى, وبشراء معامل وأجهزة وتقنيات حديثة متطورة وضرورية , ولدعم مراكز البحوث والمعامل المرجعية هناك .., عندها صعدت الوزيرة الشابة لحظتها لمنصة التكريم , ولتعتذر له أولا ولتتسلم منة الجائزة شخصيا , وهى فى حوسة من أمرها .., ليهمس لها والسفير أذن صاغية :
ـ " هونا عليك أبنتى .. , ولكن ذكريهم .....وقولى لهم .. ولا أريد أن أكمل :
ـ بلادى .. بلادى .. وأن جارت على عزيزة ...وقـو .... " , عاجلتة مقاطعة :
ـ " بروف " أرجوك .... اا " , تسلمت منة الجائزة ولسانها يلهج بالشكر , وعيناها تقطر .. بالدمع المدرار .
تمت ,,,
فتحى عبد العزيز محمد
القلابات الشرقية ـ خورعطرب
3/7/2001م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق