الأحد، 17 مارس 2019

تاج العارفين ،،،،،، للشاعر //// مصطفى يوسف إسماعيل

(( تاجُ العارفين ))

تِلْميذُ تَاجِ العارِفِينَ مُوَفَّقُ
وَصَلاحُ دِينٍ دَعوةٌ تَتَحَقَّقُ

نَسَبِي إِلى ذا القُطبِ مَرجِعُهُ، لَهُ
أَصلٌ شَريفٌ وَهْوَ بازٌ مُبْرِقُ

وَوَلِيُّ رَبِّ العالَمينَ حَقيقَةً
بِالزُّهْد والإحسانِ فَهْوَ البَيْرَقُ

طَيْرٌ يُحَلِّقُ في السَّماءِ مُرَفْرِفاً
وعَلَى رِياضِ الصّالِحِينَ يُزَقْزِقُ

يَهْدي الضَّلُولَ يَسِيرُ في ظُلَمِ الدُّجى
وكَأَنَّهُ نَجْمٌ شِهابٌ يَطرُقُ

ويَغُوصُ في بَحرِ العُلُومِ مُخَرِّجاً
دُرَرَ المَعارِفِ، لَوْ نَغُوصُ سَنَغْرَقُ

قَدْ حَرَّرَ الأَقْصى صَلاحٌ، كَيفَ لا
وَإضاءَةُ المُغْني وغُنْيْةَ مَرفِقُ؟!

"اللهُ أكْبَرُ" مِنْ مَساجِدِنا هُنا  
صَدَحَتْ، وفي الهَيْجاءِ والدُّمُ يُهْرَقُ

"اللهُ أَكبرُ" كَمْ عَدُوٍّ أَرهَبَتْ!
والقَلْبُ قَد بَلَغَ الحَناجِرَ يَخْفُقُ!

إِنِّي أَقُولُ الشِّعرَ هَمْسَةَ مُهْجَتي
أَنا سارِقٌ، مِنْ شِعرِ قَلْبي أَسْرِقُ

إنَّ الهَوى مِنْ غَيْرِ إذْنٍ داخِلٌ
قَلْبِي فَلا باباً يَدُقُّ ويَطرُقُ!

والحُبُّ قَدْ يَحويهِ قَلْبُ مُنافِقٍ
بِإِطاعَةِ المَحبُوبِ حَقّاً يَصدُقُ

قَلَمِي بِمِسْكِ المُصْطَفى مُتَعَطِّرٌ
بِهُدَاكَ يا خَيْرَ البَرِيَّةِ يَنْطِقُ

وقَصِيدَتِي مِنْ وَجْهِ الحَبيبِ تَلَأْلَأَتْ
نُوراً بِشَمْسِ الهِدايَةِ تُشْرِقُ

يا رَبِّ صَلِّ عَلى النَّبِيِّ وآلِهِ
ما دامَ مَاءٌ فِي الدُّنى يَتَدَفَّقُ

(البحر الكامل)
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
تاج العارفين: محيي الدين أبو محمد عبد القادر الجيلاني، سلطان الأولياء،  ومن أشهر كتبه "الغُنية لطالبي طريق الحق". وقد روي أن عبد القادر الجيلاني دعا لصلاح الدين الأيوبي عندما رآه بالبركة فيه، خلال "زيارة خفية" لنجم الدين أيوب وأسرته ببغداد.

مُوفّق: موفق الدين أبي محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي، صاحب كتاب "المغني" الذي يعتبر من أكبر كتب الفقه في الإسلام؛ وقد التقى بالشيخ عبد القادر الجيلاني وأخذ منه. ولما زحف صلاح الدين الأيوبي جيوش الإسلام لتحرير فلسطين في شهر المحرم سنة 583 هـ/ 1187م كان الشيخ ابن قدامة في مقدمة تلك الجيوش، وشرفه الله بالمشاركة في حصار الكرك، وعكا، وفتح طبرية، ومعركة حطين حيث أُسر ملك الإفرنج جيفري، وأميرهم أرناط، وشارك الشيخ ابن قدامة مع صلاح الدين في تحرير طبريا وعكا والنّاصرة وقيسارية وصفورية وتبنين وصيدا، وتحرير بيروت، وتحرير عسقلان، وفتح القدس، ونصب فيها المنبر الذي أرسله نور الدين زنكي، وكان الشيخ ابن قدامة في الثانية والأربعين من عمره، وكان يقضي وقته بين التدريس والجهاد في سبيل الله.

المَرْفِقُ : ما يُرتفَق به وينتفع ويستعان.
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الشّاعر المهندس مصطفى يوسف اسماعيل
(الفرماوي)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق