الأحد، 2 سبتمبر 2018

وقفة ألمتني ،،،،،، للشاعر/هارون قراوة

وقفة آلمتني :
   على مشارف العمر - صدفة- التقيتك ، فما
عرفتني ، وما عرفتك!!!
...كنت بقايا رجل كان بريئا ، وكنت - أنا - مرهقا حتى النخاع.... كنت تائها.
   نظرت بعيدا في عينيك فعادت بي الذاكرة
إلى ذلك الزمنالبعيد... إلى ذلك المكان الذي لم يعد المكان ،  وسألتك: هل تذكر - يا صديقي-..... هل تذكر كيف كنا نسرق الضوء المكبل بجلابيب الدجى .....كيف كنا
نتعمد بنسيمات المساء.... كيف كنا نحلم بمزيد من الخبز..... ووصول الكهرباء.
هل تذكر كيف كنا نسرج الشمس صهوة نمتطيها ، ونملأ أيدينا أهلة ونجوما نعتصرها دفءا يحضن أحلامنا الساذجة .
...وجدتي : هل تذكر جدتي التي كانت تحملنا على أجنحة الخيال... تطوف بنا مدائن الجن وقصور السلاطين وتدخلنا مضاجع الجواري والحريم........
   دار الزمان دورته- يا صديقي- وتشرخت المرايا ، فتباعدت الوجوه شظايا ، وتهاوت الأحلا م نتفا ، وتاهت بنا السبل ، وافترقنا.
افترقنا - يا رفيق الصبى- فمضيت امتطي مراكب الحياة كالقراصنة : أجوب المحيطات والبحار.... أبحث عن التبر والمحار ، أجمع السراب والحقيقة ، أقتل المخطئة والبريئة... أفتت صخور الملح آكل بعضها ، أمزق أحشائي أطعمها أسماك القرش وكلاب الطريق.
...أقمت - يا صديقي- رحلت.... تهت ،حتى نمت الأشواك والطحالب فوق ظهري ، وتجمد العرق المر فوق أهدابي........... وشاخ الزمان.... و....  شخت : فعادت مراكب الشؤم منهوكة الأشرعة ، مشروخة السواري.....
.....عادت خيولي بلا ألجمة ولا فوارس....   عادت وعدت...........عدت أبحث المشاتى والمرابع...... أبحث عن المنازل والأسماء ،
أبحث عن الدفء الذي هاجر الحنايا والضلوع.......
أبحث عن آثار وشم أخفته التجاعيد ...........
عن صدى آهات حنطها الجليد..... ابحث عن مقابر الوطن البعيد....  أبحث عن بقايا نفسي.
عدت - يا صاحبي- بعد أن تقايأتني الأمواج
فحططت الرحال فوق أهداب غيمة هطلت بي على مشارف الزمن البليد..... و.....   »
.....لم أواصل لأن دموعك احرجتني....

____،،_______،____________ هارون قراوة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق