السبت، 8 سبتمبر 2018

شعاع وولادة ،،،،،،، بقلم الأديبة/جميلة بلطي عطوي

.........شعاع ٌووِلادة........

مرآتك العجيبة تفتح ذراعيها كلّ صباح ، تلوّنكَ بما تشتهي / على ملامحك تزرع الجنائن ، بين حناياكَ تتفتّح الورود/ زهور في هيأة حروف/ اسمكَ على مدار نرجسيّتك يُبحر في يمّ الأيّام ، محطّات ، رقصاتكَ الأولى بعد أن كنتَ مجرّد اسم /مسيرة تحتويك ، تفكّ طلاسمكَ، تنثرك قطع شطرنج على رقعة الزّمان، تُنصّبكَ ملكا حينا وأحيانا ترميك على الهامش / مجرّد بيدق تستغلّه الأهواء في دوّامات اللّعبة.
قيد النّهاية ، منبطحا ، تفتح صدركَ للنّيران الصّديقة / جثّة مع تأجيل التنفيذ ، تجربة على مشارف المدافن الجماعيّة والمشيّعون ظلال ، بيادق جديدة تتهيّأ للمغامرة ، تحجز قبورها في انتظار اللّحظة الصّفر.
موعدكَ والحساب / كيف عشتَ؟ هلْ لوّنتَ أيّامكَ؟ ما طاقة نجمك و هل ولجْتَ عالم الضّوء؟
في حلقك يتلجلج الكَلِم : أنا / أنا / تُرى مَنْ أنا؟ أين مرآتي ؟
هنا الحسم ومرآتُكَ العجيبة تشظّتْ على جدار وهمك/ ضُمّ جناحيك إذا استطعت ، جرّبْ علّكَ تستعيد بعض ريشهما /جمّعْ الخوافي والقوادم، عدّل الوجهة وحاول الطّيران/ إذا قُدِّر لَك وأقلعتَ لا تقصدْ مدن البيادق ، وجهتكَ حدّدها على قدر قهرك القديم /لحودك والرّمس/ لا تكتفِ بالنّظر، شيّع البصيرة ففجرك تنفرج أساريره ، يشحن مهجتك / زاد يقاوم المطبّات.
حلّقْ ، حلّقْ ، حقيقتك هناك على مرمى غايتكَ ، جهدكَ والحصاد/ لمْلمْ حروفكَ المتناثرة ، ركّبْ جملا مفيدة / اسمك لا معنى له دون بصمتك / موجة تُلاحقُها الرّيح والشّمس تعشق حَبابَها اللّامع/ شُقّ طريقكَ الغائمة فشعاعك على وشك الولادة، مرآتك الحقّ/ انهل التّرياق وغادرْ مدن الدُّوَار.
تونس....7 / 9 / 2018
بقلمي...جميلة بلطي عطوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق