الأحد، 9 سبتمبر 2018

بكاء النوارس //علي جابر الكريطي

بكاء النوارس
.................
أماه ما اتعسني

أماه ما اتعسك
ما اتعس الموج وأنا بحضنه احتضر
أماه أين حضنك شوقا إليه اعتصر
أماه فطمتني الأمواج وأي فطام
ليتك فطمتيني
ليته بحضتك كان الفطام
أماه أين حضنك الحنين
هذه الأمواج تعصر رقتي
أماه بعرض البحر ضاع غناءك والسهر
حلما قبل شروقه على الشواطيء البعيدة قد اندثر
قبل الفطام نفيت عن وطني
اقضو مضجعي عندما لذ المنام
انا طفل بريء مثل حمامات السلآم
لظلمة البحر اهدتني عصابات الظلام
بيتنا أصبح موحشا محض ركام
وطني الجميل عاثت به فسادا خفافيش الخرائب
أماه مازلت طريا ماشبعت من شم النسيم
مت غريبا كما ماتت ورود بلادي ومات الياسمين
تصرمت تلكم الأيام حيث كنت إياي تلاعبين
ما زال وجهك عالقا بذاكرتي حيث كنت تضحكين
رمتني الأمواج على شاطيء الغربة بلا حضن حنين
تأملتيني بأنني يوما ساحبو ثم امشي
ثم اجيء مهرولا بحضنك ارتمي
بدفئك احتمي
ها انذا على على شاطيء الغربة نوارس البحر أقامت ماتمي
أماه اجهشت روحي والبحر يخنقني
كنت بحضنك احتمي
أماه الموت المني
والمني أن أمة النوارس بكتني و أمتي ما بكتني
امتي بلا ذنب نفتني
أمة طولا وعرضا ما احتوتني
أي أمة هذه ألتي قد شردتني
أماه إلى الشام عودي
عودي إلى بلاد الياسمين
عودي واعملي لي رمز قبر
ازرعي حول ذالك القبر الورود
أماه إني رحلت ولن أعود
لم أحصل حتى على قبر بأرض الجدود
علي جابر الكريطي العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق