الاثنين، 3 سبتمبر 2018

فقيد البحر ،،،،،، للشاعر القديرة /ماجدة أبو شاهين

في رثاء الروائي السوري الكبير حنا مينا

فقيد البحر

يقول البحر يا حنّا
تهيّأْ.... واهجرِ الشطآن

فإنّ مراكبي ظمأى ..
لتلقى شيخها الرّبان

وإن مرافئي غَرْقى
تلوذُ بدوحكِ الفيْنان

شراعاً لا يهاب ُالريحَ..
أبحرْ واجتلِ الوجدان

أو اهطلْ فوقها مُزْنًا
تدفّقْ في ثَرى الأوطان

أُجاجٌ عُمْقُها الطّامي
وفيهِ تمخرُ العَيْنان

و( زرقاءٌ مصابيحُكْ)
تمزّقُ عتْمةَ الكِتمان

ملأتَ بواخري دُررًا
وصِدتَ نفائسَ المرجان

فما أعيتْكَ عاصفةٌ
سبرْتَ السّطحَ والقِيعانْ

شربتَ البحرَ في دَعَةٍ
ثملْتَ بخَمْرة ِ الهذَيان

ركبتَ الموجَ أعلاهُ
خَبِرْتَ شَراسةََ الحِيتان

نصرْتَ الشّصَّ والصيادَ
رغمَ طحالبِ الأزْمان

وفي بؤساء ِحارتنا
رصدْتَ ملامح َ الحِرمان

تُضوِّي الحرفَ قِنديلاً
رمى (هيجو) على الأذهان

رماكَ الدّهرُ بالأرْزاء...
و ِالأنواءِ والخذلان

فما وَهِنت مناراتُكْ..
تعالتْ جُذْوةُ الإيمان

           *****

يقولُ البحرُ إن خمدتْ
جذورُ النار في البركان

وإن جزعتْ نجومُ الليل..
تنعي بدْرَها الوَسْنان

فـ ألقِ اليومَ مرساتَكْ
بجوفي وانْزعِ الأكفانْ

ولا تخشَ فناءَ الطّينِ
يبقىَ الكاتبُ الإنسانْ

ماجدة أبوشاهين  ٣-٩- ٢٠١٨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق