بسم ألله الرحمن الرحيم
موضوع اليوم / يحلم الرجل بأمرأة كاملة ، وتحلم. المرأة برجل كامل ! ولا يعلمون أن ألله خلقهم ليكملا بعضهم البعض .
كل منا له حلم في حياته إن كان رجل أم أمرأة ، وأن هذه الأحلام أو الأمنية التي ينتظرها الرجل والمرأة ماهي إلا ضرب من ضروب الخيال ، فالرجل يحلم بأمرأة تأسره وتسلب عقله على مايراه هو في مخيلته وأنها تكون ذات مواصفات لم تكن حصل أحد ٍ من قبل ، يتصورها بجمالها وحلتها وأناقتها وحنانها وتدبيرها في كل شيئ لاينقصها شيئ من هذه المؤهلات وإن لم توجد فلا، لايمكن أن تصبح أمرأة في ميزان عقله ، والمرأة كذلك يجب أن يكون فارس أحلامها خيالي ولا يوجد له ثاني في عالم الرجال ، فهي تريد أن يأتيها فارس أحلامها على فرس أبيض محجل حاملاً سيفه ودرعه ويدور حول القصر والقلعة التي تسكن بها ، وأن يبدي التبجيل والأحترام وأن يؤدي تلك الطقوس والممارسات الأوروستقراطية في زمن القرون الوسطى في زمن الملوك ، وأن هذا الفارس هو الذي قهر الضلام ولايحابيه أحدٍ في مكانته ، أن من يعيش في هذه الأحلام والتي نعبر عنها بأحلام اليقضة والخيال ، يعني عندنا في العامية نأخذ راحتنا في الخيال والأماني ، التي إن وُجدت تكاد تكون معدودة ولا تتجاوز أصابع اليد ، ويقول شاعرنا العباسي أبي نؤاس ( حامل الهوى تعبُ يستخفه الطرب ) وشاعر آخر وصف الخيال والأمنية بأنه (هلك من تَبِعَ هواه) ، ويقول المثل عندنا في العراق مدد على كد لحافك ،ومثل آخر لدى آبائنا وأمهاتنا يقول (ماكو شيئ مابي لوله) وإذا أُخذ بأصول الشرع بقول ألله عز وجل خذوهم فقراء يغنيهم ألله ، ولا داعي لهذه المكابرة وتأزيم الأمور وتصعيب الأشياء ، لايوجد شيئ كاملاً فينا فالكمال لله وحده ، وكلنا أولاد حواء وآدم ،إذا كنا ننتظر أن تأتينا المرأة الكاملة والتي لم تخلي من عيب فسوف نقطع شوطاً ليس بالقصير من عمرنا لعلنا نحصل على هذه المرأة وذاك الرجل ، فقطار العمر يمضي مسرعاً ومحطاته قليلة جداً ، لكن النصيب والرزق بيد ألله وحده لانعرف متى يسوق لنا من خير ، كان سلفنا الصالح يعيش على البساطة وهون الأمور وصدق النية والمشاعر ، لم تكن لديهم لاقصوراً فارهة ولاسيارات ولا شيئ من هذا القبيل وخير دليل أمهاتنا وآبائنا وأجدادنا لم يكونوا على أيامهم أصحاب شهادات إلا القليل منهم ، ومع هذا كان نصيبهم من الحياة الذي عاشوه بكل تفاصيله صعبة أم سهلة ،حلوة أم مُرةوأنجبوا وربووخرجوا بحصيلة عمرهم من الأبناء على الرغم من ثقافتهم البسيطة المكتسبة من مدرسة الحياة ، حصيلة مفادها الضابط والطبيب والمهندس ....ألخ ، فقد خلقنا ألله من طينةٍ واحدة لافرق بين طينة وأُخرى الكل سواسية في الخلق ، ومن يريد أن يبني حياة هانئة بسيطة دون منغصات علينا أن لانوضع المطبات والعراقيل أما قسمتنا ، فكل شيئ مقسوم لنا من ألله فنحن من نعيش الحياة ونحن من نبني البيت والأُسرة والمستقبل باليد الواحدة والتعاون وتكملتنا واحد للآخر ، فلا يحلم الرجل بأمرأة كاملة ، ولاتحلم الأمرأة برجل كامل ولاننسى بأننا نكمل بعضنا البعض في كل شيئ.
بقلم: أحمد القيسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق