الاحتكار و الإرغام
إن احتكار الحكام و البرجوازيين للعملات النقدية هو الشيء الذي يرغم العباد على العمل و الإنتاج لصالح المحتكرين لتلك العملات . و إن احتكار العملات الصعبة من طرف الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الغربية هو الشيء الذي يرغم باقي دول و شعوب العالم على العمل و الإنتاج لصالح الدول الغربية .
إن الحل لمشكل احتكار العملات النقدية هو إنفاق الذهب الاحتياطي المكنوز ، لأن إنفاق الذهب الذي لا يمكن خلقه في حالة نفاذه سيرغم الدول و الشعوب الذين أنفقوه في استيراد منتجات غيرهم على الإنتاج و خدمة مصالح غيرهم مثلما خدم الغير مصالحهم لكي يسترجعوا ذهبهم ، و هكذا يبقى الذهب في ذهاب و إياب بين الذين ينتجون و يخدمون مصالح بعضهم بعضا . و هكذا ينتهي احتكار العملات النقدية في استعباد العباد و الدول .
إن الله الذي أمرنا بإنفاق الذهب على حق ، لأن إنفاق الذهب سيرغم الناس على التعاون و الإنتاج و خدمة مصالح بعضهم بعضا ، أما الذين ابتدعوا العملات النقدية المتعددة الأنواع و الأسماء فإن هدفهم هو تفريق شمل الأمم ليتيسر عليهم استعباد شعوب العالم بواسطة عملاتهم الصعبة ، و ليتيسر على الحكام المحليين السيطرة على شعوبهم بالعملات المحلية .
إن إنفاق الذهب يرغم الجزائر على الإنتاج لفرنسا كما يرغم فرنسا على الإنتاج للجزائر لاسترجاع ما أنفقته من الذهب . أما إنفاق العملة فقط فإنه يجبر الجزائر على الإنتاج و خدمة مصالح فرنسا دون أن يجبر فرنسا على الإنتاج و خدمة مصالح الجزائر لأن فرنسا في غنى عن العملة الجزائرية و ليست مجبرة على استرجاع عملتها التي اشترت بواسطتها المنتجات الجزائرية .
إن الدول الغربية تتظاهر بالأزمات النقدية و لكنها لا تقترض عملاتها أو عملات غيرها من دول أخرى مقابل الربا ، بينما ترغم أصحاب العملات الأخرى الذين يعانون من الأزمات في العملات الصعبة على الاقتراض من عندهم بفوائد ربوية ضخمة . فهل يقدر الجزائريون و غيرهم من الشعوب كم دفعت الجزائر و غيرها من الدول ديونا ربوية للغرب .
إن التعامل محليا بالعملات الحالية يعني إرغام المواطنين الفقراء و المحتاجين على الإنتاج و خدمة مصالح البرجوازيين و الطبقات الحاكمة الذين لا ينفقون شيئا على ما ينتجه المواطنون لهم . أما التعامل بالذهب فيعني أن جميع المواطنين في خدمة مصالح بعضهم بعضا . إن إنفاق الذهب عبارة عن مقايضة مباشرة ، أما إنفاق العملات النقدية فهو عبارة عن مقايضة مؤجلة الدفع إلى ما لا نهاية .
إن الذين يعتبرون التعامل بالعملات الورقية الحديثة كالتعامل بالذهب كمن يقدر قيمة سيارة مصنوعة من (كرطون) بقيمة نفس نوع السيارة المصنوعة من الذهب . فهل يستيقظ المسلمون و هل يستيقظ الروس و الصينيون و الهنود و الأفارقة و غيرهم من الشعوب و يتصدون لاحتيال الغرب ؟ و أن لا يتعاملوا معهم إلا بالذهب ..
إن الغربيين بمختلف جنسياتهم و دياناتهم محتالون و ليسوا أكثر اجتهادا أو أكثر إنتاجا من شعوب الشرق ، و إن العودة إلى الله و إلى الإسلام الذي لا يقبل الله دينا سواه لن يتحقق إلا بإنفاق جميع الأفراد و الشعوب للذهب سواء بطريقة مباشرة أو بواسطة عملة عالمية موحدة . على أن تنفق الأوراق و أن يتم تحويل الذهب بأسماء أصحاب المنتجات التي يتم بيعها . فكفانا أيها الغربيون المحتالون استغفالا و تخديرا للشعوب و صرفهم عن الدين الذي ارتضاه الله لهم بمجرد عملات (الكرطون) و الديمقراطية المجوفة ، فنحن في عصر العلوم و التكنولوجيا و الحسابات الدقيقة و النور المستمد من نور الله و لسنا في عصر الظلمات و الجهل .
باتنة في 05/09/2018
السعيد أحمد عشي
الأربعاء، 5 سبتمبر 2018
الاحتكار والإرغام ،،،،،، للشاعر/السعيد أحمد عشي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق