/صندوق البريد/
أتوق للأيام التي كنتها
رسالة صندوق البريد
بطيئة بطء الحب
و الحب بالأبيض و الأسود
لا ألوان تزوق عيوبها.
أتوق للطفلة التي أحببتها
بالحي و كانت كل النشيد
و بنات الحي يفرحن بها
و يستقبلنني بالزغاريد.
أتوق للمدرسة و لباسها
كمعسكر تدريبي للجنود
و العلم يرفع في سمائها
كل صبح بنفس المواعيد.
أتوق لصياح الديكة كل فجر
لنسيم عليل يسري بالوريد
و نداء أم لكتاكيت صغار
لفطور ساخن بالشاي و الثريد.
أتوق إلي حينما كنت صبيا
يوم كان الحزن أبعد من البعيد
و كان الفرح في كل لحظة
يشرق حلما للغد السعيد.
أتوق لو تعود تلك الأيام
بألوانها البسيطة بلا تعقيد
بلا سرعة تفقد الصدفة
بلا حاسوب أو صندوق أسود!
أتوق للأيام الخوالي و رفاقي
بموعد النهر لنصطاد الديدان
يوم كان وعد الحر دين عليه
ليس كما الآن يخلف بالمواعيد.
أتوق للتوق نفسه إذ كان صافيا
كالماء يجري رقراقا بالجليد
حتى الحب كالماء كان بلا لون
صعب فيه اللقاء مزين بالتقاليد.
أتوق للتوق كما كان لا كالآن
مغلفا بالهواتف نقالا كالمارد
أريد لو تصل رسالتي لأشهر
أود لو يعود صندوق البريد!
_حسين الباز/المغرب_
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق