على نخب أتراحنا الخالدة
في هذي البلاد
يحلّ الشتاء قبل الخريف
يعبّ النّواح
ككأس نبيذ
على نخب أتراحنا الخالدة
في هذي البلاد
يحبّ الجفافُ الجفافَ
وريح السّموم
في كلّ فصل وفصل
كشؤم غراب
تبشّرنا بالأخذة الهالكة
في هذي البلاد
تعتصر الأرض التي ثملت
من قائمات طوال
يؤثّثها نسوة ورجال
ولكن
لم يبق في الذّكر منهم
سوى خاطرة عابرة
في هذي البلاد
نغطّي افتخار الشهيد بإنكارنا
باللّعنة الفاجرة
ونتركه وحده على ربوة
يجدّد موته كمدا
على غمّ أيامنا البائسة
في هذي البلاد
التي يعزف فيها الشؤم ألحانه
يؤبّنه صخب الجبناء
ينتشر الخبر مفزعا
عاجلا على صفحات الجرائد
ويختفي مثله عاجلا من صفحات الجرائد
كقنينة أفرغت خلسة في المساء
محمد الصغير القاسمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق