الخميس، 25 أكتوبر 2018

صَنعَاء .. وجعٌ وحُزن//بقلم / عبدالباري الصوفي

صَنعَاء .. وجعٌ وحُزن
صنعاء يا ليلِي السَّقِيم
أحلَامُنا تحتَ التُّراب
آمالُنا صَارت سَراب
أجيَالنا تَهوَى الخَراب
ها قد فَقدنَا شَملنا
ولِفُقدِه يندَىٰ الجَبِين ...
فقرٌ وجوعٌ ...
ألمٌ وخوفٌ ...
صُبحٌ حزِينٌ
يشكو شتاتكِ لِلأنينِ ...
صَنعاءُ يا جُرح الزَّمان
يا وجَع السَّماء
ويا ألَم التَّمَزُّق في الوَتِين ...
عَنقاءُ فاتِنةُ الجَمال
تَنَكَّسَتْ أوصَالهَا
وتَبعثرَتْ حلَقَاتها
صارتْ تُغنِّي حُزنها
تَرثِي أباها لِلضَّياع
لِليَأس تحكِي قِصَّة
الأمل الدَّفين ...
تَبحثُ عن يأسٍ طرِيد
أشلاءُها بينَ الرُّكام
تبكِي ضَياعَها لِلحَنِين ...
ماضٍ ألِيم ..
يتلُو علىٰ وجَع القُبور
أضْغاثُ أحلامِ السِّنين ...
صارتْ تَنامُ علىٰ الرَّصِيف
لا تعرِف الأيَّام
ولا الأعوَام
صَيفٌ يمرُّ بِحُزنِها
تبكِيهَا سَاعات الخَرِيف ...
يتَقلَّبُ ال آه الحزِينُ بِجَفنِها
تُحرِقها كُلّ القاذفات
تُدمِيها كُلّ الرَّادِفات
والحَاضِر المجهُول
يَدفِن حِلمَها ..
ويَخطُّها الماضِي بِأحقَادٍ وَزيفٍ ...
صَنعاءُ ..
لم تَنمِ العُيُون
خَابتْ بِهم كُلّ الظُّنون
طَمعٌ يَعيشُ علىٰ البُطُون
والجُرحُ يثغُرُ بالنَّزيفِ ...
أخَذوكِ ياصَنعاء نحو عِلاجِهم
كتَبُوا بأوراقِ الوَفاةِ
ألمٌ بَسِيط .. جُرحٌ طَفِيف ...
لا تَكذِبو
فصَلاتُكُم ...
أعمَالُكم ...
لا تَعرِفُ الدِّينُ الحَنِيف ...
يَومًا سَيوُلدُ حِلمُنا المَدفُون
في غيابِ النُّور ..
في حُقولِ القَهر ...
في فُصولِ الفقر ...
من بقايا الغَيث الوَاناً وطَيف ...
ويُنادِي أحرَاراً وأجيالاً وثوَّاراً
هَلِمُّو ...
إنَّ وَعدَ اللهِ آت ...
بقلم / عبدالباري الصوفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق