ابرِيقُ السَّرابِ ...
شعر : مصطفى الحاج حسين .
تَقرؤُنِي القَصِيدَةُ
تَتَصَفَّحُ رُوحِي
تَتَفَهَّمُ ما بِدَاخِلِي
فَتَشعُرُ بِالتَّعَاطُفِ مَعِي
ألمَحُ الدَّمعَ في عَينَيهَا
تَقتَرِبُ مِنْ أوجَاعِي
تأخُذُ أصَابِعَهَا تُمَسِّدُ آهَتِي
وتُغَطِّي حَنِينِي بَصَدرِهَا
تَحمِيهِ مِنَ البَردِ
وعلى وَجهِي تَفرُشُ شَعرَهَا
وَتَطرُدُ عَنْ أنفَاسِيَ الخَوفَ
لِأوَّلِ مَرَّةٍ أُحِسُّ
أنَّ هُنَاكَ مَنْ يُوَاسِينِي
وَيَهتَمُّ بِأمرِي
أنا وُلِدتُ في قَلبِ النَّارِ
رَضَعتُ الزَّمهَرِيرَ
زَحَفتُ على السَّعِيرِ
وَكُنتُ كُلَّمَا كَبُرتُ
بِدَاخِلِي تَتَفَاقَمُ جَهَنَّمُ
لا نَافِذَةَ لِي لِأُطِلُّ على الكَونِ
والبَابُ مُقفَلٌ بِالشُّرَطِيٍّ
الهَوَاءُ مُسَيَّجٌ بِالأسلاكِ الشَّائِكَةِ
الرَّغِيفُ مُختَبِئٌ وَرَاءَ المَوتِ
وَالماءُ مَحبُوسٌ في ابرِيقِ السَّرَابِ
أَمَّا الحُبَّ
فَهُوَ على مُرتَفَعَاتِ الهَلاكِ
تَغتَصِبُهُ ثُلَّةٌ مِنَ الأثرِيَاءِ
وعلى جُدرانِ وطَنِي
مَنقُوشَةٌ صُورَةُ الخَلِيفَةِ
يَتَعَمَّمُ بِالدَّمِ
وَ يَبتَسِمُ بِجَلافَةٍ مُرعِبَة *
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق