
..... قصة والمعاني في سطورها ....
......... الثعلب المظلوم
بينما كنت أسيرُ مشياً في غابات قريتي ، نظرت من بعيدٍ الى ثعلبٍ يعتلي صخرة كبيرة، تذكرت وفي عجلٍ أحاديث أهل القرية أن في قريتنا ، ثعلب يسرق الناس وهم نيام ويسرق من قطيع أغنام يحرسه شيخٌ ستيني أو أكثر وتذكرت قصص أمي عن الثعلب الماكر كانت تحكيها لي لكي تستريح من هَمي واقع نائماً ، فجائتني الجرائة أن أجالس ذاك الثعلب الماكر ليقص لي مجازرهُ وسرقاتهُ ومغامراتهُ وأكون بنفس الوقت حذراً منه ُ.
وبعد عدة محاولات إستقبلني وجلست على صخرته الطالة على القرية ، وبدأت بالحديث معه وبَعد أن أخذت ثقتهُ وجهتُ له سؤالاً لماذا أهل قريتي ينادونك بالثعلب الماكر وأنك تسرق من خيراتهم ؟؟
فأجابني بهدوء وكان الدمع في عيناهُ يكاد أن ينهمر ، تنهد بعمق غريب قائلاً .
هل رأيتني أسرق ؟ هل رأيتني أنهبّ او أقتل ؟ قلت لا بل قالوا ، هل رأني أحد من القرية ، أتحداك هيا بنا نذهب الى الراعي العجوز إنه خير أهل البلد وأنا متهم من القرية بسرقة أغنامهِ، فقلت له وقد انزلت رأسي خجلاً هل أنت هكذا فعلاً ؟
أنا سأثبت لك عكس ذلك ومن هو الماكر والسارق، عندما ينزل الليل نتلاقى ، وعند نزول الليل التقيت الثعلب وذهبنا بالخفيةِ الى القرية ، وقال لي واثقاً راقب أهل قريتك الشرفاء و وجهاء العشيرة اﻷغرار الذين لا يتركون الصف الأول ولا يضيعون نداءُ الصلاةِ،
هاهم أنظر ما يفعلون وجهائكم وشيوخ عشيرتكم بقطعون الطرق ويسرقون الأغنام يتنصبون على الناس و بعضهم يسكرَ ويزني مع بائعات الهوى ليلاً.
أستغربتُ و أندهشت !!! فعلاً منافقين ، وهناك أيضا أغنياء القرية سرقوا وأغتنوا من الحرام وبنوا العمارات و أمتلك المزارع الشاسعات ، وأكتفوا ولكنهم ليسوا بنادمين، لأن من بتوب يرجع الحق لأصحابه وهم أول المنافقين المتكبرين بأمولهم الحرام و أول من يتهم الآخرين بالحرام والنصبْ ، هل نسوا ما كانو بفعلون من محرمات هل نسوا كم من بيوت خربوا تصباً .
قالوا أنني سرقت ؟؟
نعم مرة لحاجة صوص دجاجةٍ صغير وأنا الآن من النادمين، ماذا يأتي صوص صغير بجمال او قطيع غنم كثير ، هل من يسرق أكثر ليس نصاب والناس عنه ساكتين يا للخيرةِ.
والمشكة الكبرى أنَك تجدُ أشخاصاً لا يساوي منهم شيئاً ولكنهُ قادرٌ مادياً فتجد له كل الإحترام .
صديقي يا إنسان لا تحكم على ما تسمع ، تحقق قبل أن تتهم هاهم أبناء عشيرتك ودينك المنافقين قطاع طرقٍ مُجرمين وفي الصف الأول يصلون وأنا نصابٌ ماكر ،وهم لشرف يغنوت وفي الحقيقة أنهم بعيدون عن الشرف والأمانة .
لا تحكم مجرد سماعك ، تذكر ولا تنسى، الان ساتركك وأذهب فكر بما قلتُ لك ، أنا والعياذ بالله ثعلب ماكر كما يقولون وهم أناس أمام الناس شرفاء ولكن الله لا ينام عنهم أستودعك يا صديقي .
بعد أن غادر المظلوم ، كُنت في حالة لا أعرف وصفها ظلمنا الثعلب و هناك أهل القرية أكثرهم ماكرين ، وجهاء و أغنياء القرية بالأصل نصابين منافقين ، والعجب أنهم نمامين همازين .
وفي النهاية أقول نعم صدقت يا صديقي لا تصدق كل ما يقال، لا تظلم مجرد سمعك الخبر.
★★ما تعنيه القصة واقع (حقيقة )
............تحياتي أهل قريتي.........
... بقلمي عمار قدح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق