بِقَلَمِي ✍ هَانِي غَرِيب
يَا دُرُّ بِصَفَائِهِ مَلَكَتِ القَلْبُ
يَا نَجْم سَطَعَ فِي عَتْمَةِ الأَيَّامِ
أَرْسَلَ إِلَيْكِ الأَشْوَاقَ لَيْلًا
تَقَبُّلٌ جَبَيْنَكِ
تُهْدِيكِ قُبْلَاتِي
حِينَ تَصْحُو وَحِينَ تَنَام
أَرَاكِ كَالبَدْرِ .. يتلألأ
فِي السَّمَاءِ .. وَتُغَارُ مِنْكِ
كُلُّ النُّجُومَ فِي الأَجْرَام
وَعَلَى أَرْضِكَ الخَضْرَاءُ
عَشِقْتِكِ وَأَنَّي ..
اِخْتَصَرْتُ فِيكِ كُلَّ النِّسَاءِ
عَلَى مَرِّ الأَزْمَان
عَشِقْتُ فِيكِ السَّمْرَاءُ
وَالبَيْضَاءُ وَالشَّقْرَاءُ
وَبِكُلِّ أَلْوَانِ الجَمَالِ
تُشَبِّهِينَ البَدْرَ
فِي لَيْلِ التَّمَامِ
أَتَعْلَمِي وَأَنَا فِي حَضْرَتِكِ
تَهْرُبُ مِنِّي المَعَانِي
كَأَطَفَّلَ .. تَلَعْثمٌ فِي فَمِهِ الكَلَامِ
أَنَا لَمْ أَقِرَّاءُ فِي كُلِّ كَتَبَ الحُب
عَنْ وَصْف بَدرٍّ
أَخْتَرِق نُورِة حَدَّ الظُّلَّامِ
قَرَأْتُ فِي عَيْنَاكِ
كُلُّ بَيْتٍ دَوَّنَتْهُ الشُّعَرَاءُ
وَأَنْتِ بَيْنَ جَفَوْنِي
كُلَّ لَيْلٍ .. أَحْلَامِي لَا تَنَام
أَخْشَى أَنْ تَغْفُوَ عُيُونِي
وَتَتَعَزَّزُ عَلَى قَلْبِي
وَلَا تَأْتِينِي فِي الأَحْلَامِ
أَخَافُ أَنْ أَبُوحَ بِحُبِّي
وَقَلْبِي يَخْشَى البَوْحُ والكَلَامُ
وَيَخْشَى مِنْ ثَوْرَتِكَ العَارِمَةُ
وَيَنَالُهُ غَضَبُكِ عَلَيَّ
وَبَعْدَهَا تُجَافِينِي الأَيَّام
فَكُلُّ قِلَاعِي الحَصِينَةِ .. اِنْهَدَمَتْ
وَسَقَطَ قَلْبِي أَسِيرُ الهِيَامِ
وَبَيْنَ يَدَاكِ خَضَعَتْ كُلُّ جَوَارِحِي
وَرَفَعَتُ أَمَامَكِ
كُلُّ رَايَاتِ الاِسْتِسْلَامِ
وَاِعْتَرَفَتْ أَنَّكِ الوَحِيدَةُ
الَّتِي اِقْتَحَمَتْنِي .. بِكُلِّ أَسَلَّحَتْهَا
وَاِنْهَالَتْ عَلَى قَلْبِي
بِأَهْدَابِهَا السَّمْرَاءِ .. كَالسِّهَامِ