كل شيء ماعدا الحب ؟؟
بقلم الكاتب محمد فخري جلبي
كل شيء تغير
أنا ..
لم أعد كما بالأمس نقياً عاشقاً
رومانسياً أبدا عندما أنزوي إلى وحدتي الأبدية
أنت ..
لم تشرقي هذا الصباح بأنتظار عودتي من البحر الشريدِ
السماء خلعت زرقتها في يوم عيدي
فهو يوافق يوم صلب المسيح والشعوب والقدس
ويوم ميلاد قائدنا المجيدِ
الشعر أصبح كريه الرائحة
كأنثى بيعت للمتعة برغيف خبز
فعضها كل الجياع من الوريد إلى الوريدِ
كل شيء تغير في عالمنا
فالوطن منفى
والمنفى وطن يرفض وفادة الأبن الجديد
اللصوص على القمم يحاضرون يثقفون أجيالاً من الأسفنج المعد للتقمص حرفا فحرفاً
رذيلة فرذيلة
لامبالاة بأوجاع أطفال الحجارة
جشعاً لنهم شبر من اللحم هرب من برد الشتاء على أمتداد خارطة الخيامِ
كل شيء تغير
ويبقى قادة أمة الأعراب ألهة لاتموت
يتقيؤون شعب يموت من الضجيجِ
كل شيء تغير
كل الجغرافيا تبدلت
هاهنا كانت دمشق عربية فأغتال عروبتها جيشٌ أحمر
وتلك بغداد وأدت نخلاتها أحتفالا
بوصول عربات الهمر المدججة بالموت السريعِ
وتلك القدسُ أصبحت عاصمة للخنازير
وبارك رحلتها كل قبائل قريش
وأنا منفي قبل الولادة
أتقطر دمعاً نحاسياً
وأسطر نزفي رويداً رويداً
ويقرا الأغراب ألمي بشهية ملل موظفي ثلاجات الموتى
ويوصدون الأبواب خلفهم بلاعودة
معلنين عصر التغيير بلا ضمير أدمي
فهنيئا لكم بعصر التغيير الفريدِ
كل شيء تغير
ولكنه ليس الحب يتغير
فهو يأتي كقطرات الندى ويسقط في المجهول دون أن يلتقطه أحد
كاللحن يأتي حزينا ويرحل باكياً
كجراحاتي يأتي متوسلا ويموت من الألم
فكل شيء تغير
حتى ذاك البعيد المتواري خلف السحاب
غادر بلاط المؤمنين بلاعودة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق